الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

ابغض الحلال..(3)

 

 

just-married

 

لماذا تصرخ هكذا يا (محسن)؟؟

يا اخى يكفينى الضوضاء التى يصنعها اولادك دون توقف فلا تنقصنى انت..نعم انهيت مشروع زواجى قبل ان يبدأ..لمَ؟؟ يمكن ان أكون سمجاً و ان اقول ان هذا ليس من شأنك..لكنه كذلك فى الواقع..أنت السبب يا (محسن)..ما كنته و ما اصبحت عليه..و ذلك الجحيم المتصل الذى تحيا فيه..لا اريد ذلك لنفسى يا (محسن) ..لا اريده أبداً..يا أخى ان ارتضيت العذاب لنفسك فلا تقنع به لمن تحب..حرى بك ان تهنأنى بدلا من ان تلومنى..(يلا هات بوسة !!)

تقول انى أحمق؟؟ الله يسامحك..(العيلة كلها لسانها متبرى منها)..لماذا يا (محسن)؟؟ لا تقل انى تسرعت..لا تقل انى تجنيت عليك فى الحكم..اعرف اساليب المتزوجين هذه..يودون لو ينشروا الوباء على الاصحاء بشتى الطرق..لا يرضون ان يتوقف المرض عندهم..شعارهم فى الحياة:" لو كنت تعيساً فلماذا اراقب سواى و هو يهنأ فى حياته؟؟" ..تريدنى ان افقد حريتى و اتحول مثلك الى بقايا رجل, ينام ليلته كل ليلة جوار كائن غير محدد التصنيف يقنع نفسه انه امرأه..سامحنى يا (محسن) هذا لن يكون..سأكون اذكى منك و من كل الحمقى الذين سبقوك..سأنجو بذاتى و حريتى من شراك الطبيعة التى لا ترحم..

من جديد تكرر انى أحمق..و تنعتى بالغباء كذلك..لولا انك عمى لما تحملت منك هذه الوقاحة..تعرف كم انا حار الدماء فهل ترغب لو يتحول الأمر الى معركة صغيرة بالأيدى؟؟ فقط لا تشرك زوجتك و أعدك ان الغلبة ستكون لى..يا أخى لو كان لى فكرة مغلوطة عن الزواج صوبها لى و لا تكتفى بسبى و القاء تعليقات عائمة تنتظر ان التقطها بسنارة فكرى..

(اقولك)..سنجعل الأمر فى صورة تحقيق..سأسأل انا و ستجيب أنت..نعم تحقيق..يا أخى أعتبرها واحدة من استجوابات زوجتك لك كلما تأخرت..ما الجديد فى ذلك؟؟..لو اكتشفت انى اضعت من يدى فرصة العمر من أجل أوهام لا أساس لها من صحة فلن اسامح نفسى ابداً..تحمل من أجلى يا (محسن)..هذه المرة فقط...

س:ما هو الوقت المناسب للزواج فى رأيك ؟؟
ج: الزواج لا وقت محدد له..ستعرف الوقت المناسب حين يأتى..لا دقيقة قبل و لا دقيقة بعد..هناك مرحلة معينة فى حياتك ستشعر فيها بالوحدة..ستشعر ان الحياة ينقصها شىء ما لتصير أفضل..لن تعرف كنهه الا حين تراه..و كيف تشتهى شيئا لا تعى وجوده؟؟ حين ترى الشخص المناسب ستعرف الاجابات كلها..و ستعرف ان هذا هو الوقت بالذات..

س:لم تفهم قصدى..اقصد ما هى معوقات الزواج؟؟  الظروف؟؟ نقص الاحساس بالمسؤلية؟؟ أم ماذا؟؟
ج
:"الظروف"..يالها من كلمة لا معنى لها..شماعة كل العصور الصالحة لتحمل اثقل معاطف الخيبة..لدى مفاجأة لك..الظروف نحن من نصنعها..نحن من نطوعها وفقا لرغباتنا..نحن من نتختار ان نتعلل بها و نتخذها ذريعه او نجعلها شيئا لصالحنا..فى الحقيقة..نحن من نختار ان ننجح او نفشل..و لا تجعل أحد يقنعك بعكس ذلك..

اما المسؤلية فهى شيء لا يعلم..ليست خبرة مكتسبة انما هى فطرة..اما ان تولد بها او لا..قد تنضجها الخبرات و السنين لكنها يجب ان تكون موجوده من الاساس..اعرف اطفال فى العاشرة قادرين على تحمل المسؤلية كالرجال الأشداء.. و اعرف رجالا فى الخمسين لا استأمنهم على اطفالى لحظة..لا تنتظرها لتأتى..لو لم تكن لديك سيطول انتظارك..و فى النهاية لن تاتى أبداً...

س:لكن لا تنكر ان الزواج مشقة..اعباء لا تنتهى..بيت مفتوح..و افواه جائعه..و مصاريف لا تنتهى..لماذا تغفل كل ذلك؟؟
ج
:من قال غير ذلك؟؟ لكنك انت من تغفل ان كل شىء فى الدنيا مشقة..لقد خلق الله النسان فى كبد متصل من يوم يولد الى يوم يموت..فلماذا تعد الزواج استثناءاً؟؟ هذا ليس عدلاً..هل تستطيع ان تنظر الى و تقول بضمير مستريح الآن انك مستريح؟؟..ستكون كاذباً بالتأكيد..و فى النهاية الله عادل على حكمته فى بلائنا..الحياة تسير رغم كل ما تقول..(تساهيل..و اهى ماشية)..

****************************************************
قولوا لنا يا نصاح
مين فى الحياة مرتاح؟؟
حتى الحمام اللى طاير
عنده تعب فى الجناح

****************************************************

س:ما الذى شعرت به فور زواجك؟؟
ج: الشعور المريح للاستقرار..الشعور بأنى رحالة جاب الصحارى القفار حتى ارتكن الى واحة خضراء سيتخذها موطناً الى يوم ان يموت..مع شعور بالتعب من هم رعاية و سقاية هذه الواحة يوميا لكنه شعور محبب افعله عن طيب خاطر..سألتنى عن شعورى و هذا هو..

س:تعرف رأى فى زوجتك فلن أطيل عليك..الا تمر عليك لحظات تشعر فيها بالندم؟؟
ج
:تمر على لحظات اود لو أخنقها لا أنكر..احياناً اشعر انها تضغط على اعصابى فعلاً..لكن فى لحظات أخرى اشعر انها شخص استكين اليه و أهدأ لوجوده..مثلما تولد العشرة شعوراً بالملل تولد شعوراً مماثلاً بالالفة..أحيانا استيقظ لأرى زوجتى الى جوارى فأسائل نفسى ما الذى حل بالمرأة التى تزوجتها؟؟ أحياناً اتشاجر معها فأشعر انى احادث انسانا آخر غير الذى عاشرته سنيناً..لكن فى النهاية اشعر فى ثنايا هذا الانسان وجه قديم مألوف احببته و عرفته فى شبابى يعيدنى لصوابى دائماً...

س:أعرف ان المدام تسمع كل حرف كعادتها السقيمة فسأعتبر شهادتك مجروحة..لكن الا تشتاق الى حياتك القديمة؟؟ الى اصدقاء الماضى؟؟ الى عمر مضى قبل ان تقيد نفسك بهذا القيد الذهبى مدى الحياة ؟؟
ج:الزواج مثله ككل شىء آخر فى الحياة..تضحية..ستفرط فى شىء كى تنال شيئاً آخر..هذه سنة الحياة التى لا تتغير..لا أحد ينال كل شيء..و لماذا تتصور ان بقيت انت موضعك ان اصدقائك سيفعلون المثل؟؟ سيتزوجون و يمضون فى حيواتهم و ستظل انت على حالك شاعراً  بانقضاء العمر..الحياة عبارة عن مراحل فأغتنم الافضل فى كل مرحلة حتى لا تتحسر على انقضائها عندما تنتهى..و تطلع ساعتها الى المرحلة المقبلة بكل سوئها و حسنها دون ندم..و يمكنك ان ترى اصدقائك من حين لآخر..انت او هم لم تتوفوا..هذا مجرد زواج و نمط جديد للحياة لا أكثر..

س:و ماذا عن الشياطين الصغار؟؟ اقصد الأولاد؟؟بصراحة لا أدرى كيف تتحمل هذه الكائنات المغطاة بالمخاط و الفضلات ؟؟
ج:(على قلبى زى العسل)..انت لم تنجب فلا تنظر الى اولاد سواك و تحاول ان تمارس الابوة عليهم..عندما تنجب فستولد غريزة الابوة فيك بدورها دون حيلة منك..هذه كائنات وداعة تستمد كل وجودها منك..كلما تعطيها تشعر انك أخذت منها..تشعر بقدر ما ترعاها انت بقدر ما تضفى على حياتك الكثير..حين اتأخر خارج المنزل لا يجبرنى على العودة سوى رؤيتهم..اعلم ان ضوضائهم ستحرمنى النوم..اعلم انهم سيدمرون مقتنياتى الثمينة..لكنى أحبهم..و حين يكبرون ستقدر فائدتهم أكثر..حينها ستشعر انك لست وحيداً فى ضعفك..انك قد زرعت بذورا صالحة تحولت الى شجرة باسقة تعينك فى كبرك..لا ابالغ صدقنى..هذا هو الواقع..

****************************************************
و اللى يحب الحلاوة لابد يلسع ايديه
لا بد من بعض نار
ونص درهم مرار
ولما ييجوا الصغار
القلب ترقص عنيه

****************************************************

س: لماذا فى رأيك تعتقد انى يجب ان اتزوج؟
ج
: و هل هذا سؤال؟؟ لأنها سنة الحياة يا أخى..طريقة الله فى اعمار الكون التى فطرنا عليها حتى تستمر الحياة الى يوم يبعثون..لأنك ببساطة لست احكم ممن سبقوك و لست أذكى مِن مَن سيلونك..

س:(محسن)..هل تكره زوجتك؟؟
ج
: نعـ.....هه؟؟ ماذا؟؟

لا شيء يا (محسن)..لا شىء..هذا يسمى التداعى الحر للأفكار..لقد تفوهت بأول ما خطر لبالك..لا عليك..تباً لك يا (محسن)..لقد كنت اتخذت قرارى و استرحت له..و الآن تأتى انت بأجابتك عديمة الجدوى هذ لتعيد نظرى فى كل شيء..اجاباتك لا تخلو من وجاهة على ما فيها من مبالغات و شاعرية..

كلامك (متزوق) هذه المرة و عهدى بك (مدب)..اتفق مع بعضه و اختلف مع كثير..لكنى أجد صعوبه فى تجاهله..هل حقاً حان وقتى ووضعت الاقدار فى طريقى الشخص المناسب لكنى اضعته للأبد بغباء لا محدود؟؟ لا أدرى يا (محسن)..لم أعد واثقاً من شيء..

تسألنى عنها يا (محسن) ؟؟
اشعر براحة غير مسبوقة حين أكون معها..اشعر انى اتبادل افكارى مع ذاتى فلا اتحرج فى ابداء ضعف..اشعر انها جزء من ذاتى كان ضائعاً و قد وجدته..اسمها (جميلة)..اسمى (بسّام) و لم ابتسم سوى مرتين فى حياتى لكن دعنى اؤكد لك انها اسماً على مسمى..(جميلة) التى يتوارى القمر من حسنها و تخفت الشمس من حضورها..(جميلة) التى تخجل كلما دعاها احد بأسمها و صفتها..(جميلة) التى فاق خلقها خلقتها حتى قارب سمت امهات المؤمنين..

كلا انا لا ابالغ يا (محسن)..انا فقط انظر اليها بالمنظار الذى حباه الله لكل رجل يحب..المنظار الذى يغفل العيوب و يتجاوز الزلات و يضفى على من ترى صفات فى غير البشر..بهذا المنظار جعل الله فى حياة كل رجل (جميلة) لا يرى سواها..يظل يبحث عنها طوال عمره حتى يجدها..حتى هذه الحيزبون التى تزوجتها أنت لا بد و انها كانت يوما ما فى ناظرك (جميلة) - الله و أعلم كيف -...

نعم يا (محسن) لقد اتخذت قرارى النهائى..كما اعدلتنى عنه فى البداية بتصرفاتك ها انت ذا تعيدنى  اليه من جديد بكلامك..اتخذته و اعلم ان (جميلة) ستساندنى فيه كما ساندتنى فى سابقه..لأنها مثلى تعلم فى قرارة نفسها انها لن تكون لسواى.. تعلم انى مهما قلت او فعلت لا أريد أن أكمل حياتى الا معها..(جميلة) لا تعرف كيف تحمل الاحقاد و بالتأكيد لن تبدأ بمن تحب..نعم يا (محسن)..(جميلة) تحبنى..أنا محظوظ و أعرف ذلك..سأغتنم الفرصة هذه المرة و لن أضيعها أبداً...

(محسن)..انت عمى و أنا أحبك...فقط انا لا أود أن اراك مجدداً..نصائحك افادتنى فعلاً..لكنى أخشى ان ارى حياتك الزوجية الرائعة فأعدل عن رأى من جديد ( و انا ما صدقت )..احرمنى من رؤياك..على الاقل حتى ميعاد الفرح..فقط لا تحضر المدام و الاولاد و الا فسأحظر على الامن دخولك..

هل تعلم يا (محسن)؟؟و انا فى طريقى اليك كانت اصداء اغنية قديمة للـ (المصريين) تتردد فى ذهنى لا تبارحه..كنت كلما حاولت ان اطردها من عقلى يعلو صوتها أكثر..اما الآن فكلما بدأ الصوت الرجولى بالغناء (ما تحسبوش يا بنات) , اشعر بصوت (ايمان يونس) و هى تزعق بالكلمة النهائية للأغنية كى تجعله يخرس, و تجعل الاغنية الجميلة تنتهى قبل ان تبدأ..
**************************************************
عارفين !!
**************************************************

*******************

( تمت )