الخميس، 4 أغسطس 2011

المَنــــــــــــجـــــــــــم..

 

sahara-desert-climate-3

هذه الحكاية لا تراعى الجغرافيا او الوقت..بل تراعى الانسان..الذى تتوحد نفسه فى كل زمان و مكان...

********

لا عاصم من اثر الزمان الا الله..فلا يوجد شىء عصى عليه تبديله..بدءاً من تضاريس الارض الى نفوس و طبائع البشر..لكنى احسب ان واحتنا الخضراء الصغيرة هى الاستثناء الوحيد لتلك القاعدة..فلقرون عدة جعل الله بينها و بين اثر الزمان حائلاً منع يد التغيير ان تطولها..كل شىء ثابت على حاله..كما حكاه اجدادى نقلاً عن ابائى و هو ما سأروية لأبنائى و أحفادى ذات يوم..

ربما كان لطبائع الناس هنا أكبر الاثر فى ذلك..فنحن نحيا فى مجتمع قبلى بدوى شديد النظامية يؤمن بقواعد و عادات صارمة بالنسبة لنا هى فوق اى قانون وضعه بشر..نسمع عن عالم بعيد يعيش فى تمدين لكنا هنا بمعزل عنه..نهابه و نكرهه..و هو لن يفهمنا و لن يقدر تقاليدنا ابداً..موقع الواحة فى قلب الصحراء ساهم فى ازكاء تلك العزلة أكثر..و جعل اهلها لا يمتهنون الا حرفة من اثنين: الرعى أو العمل فى المنجم..

منجم لاستخراج الذهب يقع على مشارف الواحة فى باطن الصحراء..نعمل فيه تحت امرة الريس (رفاعى)..هو واحد من الكبراء لدينا..و له يعود ملكيه هذا المنجم و ربحه الوافر..من القله التى على صلة بالعالم الخارجى , معتاد هو على الذهاب الى هناك من حين لآخر بسيارته الفارهة فيغيب اياماً ثم يعود,ولا احد بالضبط يعلم ماذا يفعل هناك..ربما كان الامر له علاقة ببيع مخرج المنجم من الذهب..لا أحد يعرف..لا أحد يسأل..

عجوز متسلط..لا يتفاهم هو رجاله الا بالسياط..العقاب لأتفه الاسباب..و احياناً للا سبب..لكنا ولدنا لنجد ابائنا هكذا تعامل فلم نعترض..فى مجتمعنا الكبير كلمته لا ترد..و لولا اللقيمات القليلة التى نتاولها نظير عملنا فى المنجم لمتنا جوعاً..نحن لم نر فى يوم حياة افضل حتى نتطلع اليها..

للريس (رفاعى) ولد وحيد مدلل و يدعى (طلبه) و هو الوريث الأوحد لنا ولمملكة الذهب..ليس فيه من والده سوى الصلف و الاستخدام المفرط للسياط..بينما لم يرث منه حنكته التى مكنته من اداره هذا المنجم طيلة اعمارنا و اعمار من سبقونا..فتى رقيع لا يجد لذته سوى فى الخمر و النساء و اذلال الرجال الكادحين من امثالنا..خشينا اليوم الذى ستؤول فيه مصائرنا الى (طلبه) هذا بعد عمر..لكن ككل شىء آخر رضينا بالصمت و التسليم..

العمل هنا فى هذا المنجم متعب جداً..كما ان سير الاشياء على وتيرة واحدة يجعله مصدر املال متجدد..لكن اليوم حدث حادث بسيط كسر روتين العمل:
عم (جمال) هو رجل عجوز..ربما أكبر العمال هنا..رجل وحيد بلا ولد وجد نفسه مضطراً الى العمل ليعول بناته و يكفى قوت يومه..الكل يحترمه و يقدره هنا..حتى القلب الصلب للريس (رفاعى) لم يلن يوماً الا له..كان يحمل كما هو موكل منه حمولة بسيطة على ظهره قدر استطاعته الضيقة..لكن الحمل على خفته فاض به فسقط على الارض..خطأ بسيط من رجل عجوز تغفر له اعظم الزلات..

أقول ان الحادث كان بسيطاً..لكن رده فعله لم تكن كذلك أبداً:
(طلبه) كعادته كان مخموراً بعيد عن اى وعى , فامسك سوطه و فرده فى الهواء مصدراً فرقعه مخيفة ليلهب ظهر الرجل العجوز..ليسقط صامتاً جوار حمله و قد تدحرج غطاء رأسه على الارض..

توقف الجميع عن اعمالهم بمن فيهم انا و نحن نراقب الموقف غير قادرين على الانفعال و لم نستعب الصدمة كاملة بعد..رأينا الكثير هنا حتى لم نعد ندهش..لكن حتى الريس الكبير يعلم ان هناك خطوطاً حمراء لا يتم تجاوزها و عم (جمال) كان احداها ان لم يكن اهمها..الكل يرى فى هذا الرجل الطيب اباه او جده او صورة لعزيز..

امتقع وجه الريس (رفاعى) بشده و ان عجز عن التصرف ووقف صامتاً خشية احراج ولده..بينما رفع عم (جمال) يده متوسلاً: " لا يصح يا بنى "..هنا جن جنون (طلبه) و اعمل الضرب بسوطه الغليظ على الجسد الناحل للعجوز و قد شعر بالاهانه..اجزم ساعتها ان كل رجل فينا قد شعر شعوراً مريراً بالعجز,وجسده منقبض و ممتنع عن الحركة فى ذات الوقت..

صرخ عم (جمال) مستنجداً بالريس (رفاعى) فتحرك الاخير اخيراً ووضع يده على كتف ابنه قائلاً :" يكفى"..فتوقف الاخير مضطراً و هو يلهث..بينما نظر عم (جمال) الى الريس (رفاعى ) لائماً و قال:
" اهذا جزائى يا بك؟؟  اهذا جزاء صيانه السر و تحمل اعبائه كل تلك السنين؟؟"
صرخ (رفاعى):

" اخرس.."
" كلا يا بك..لن اخرس بعد الآن..يكفى ما مضى من صمت..اذا مت الآن فلا يموتن سرى معى.."
و نظر الينا:
" هذا المنجم ملك لنا جميعاً..و ليس ملك للريس (رفاعى) او غيره..كل لبنه وضعت فى اساسه حملها أب من ابائكم..كل قرش صرف فى تدشينه كان لجد من جدودكم..لكن كبار و حكماء واحتنا  اتفقوا ساعة انشائه ان توكل ادارته لرجل واحد حتى لا يسبب ذلك خلافاً بين العائلات المتعدده..راقبت طيلة سنين ظلمه و طغيانه فلم اعترض او ابح بما لدى صيانه للسر..اغرق الكبار فى بحر من المال فصانوا السر مثلى و سكتوا عن فظائعه..لكنكم انتم من دفعتم ثمن سكوتنا..ربما تسمعون هذه الكلمات للمرة الاولى, لكنها الحقيقة التى كان و لا بد ان و ترى النور فى يوم..كل رجل فى هذه الواحة له احقية فى ذهب هذا المنجم.."

الجميع يراقب و يسمع فى ذهول غير مصدق..بينما استشاط (رفاعى) غضباً و استل مسدسه و افرغ طلقاته فى صدر العجوز و هو يضرخ:
" كاذب..كاذب..كاذب.."

سالت دماء العجوز الزكيه لتغرق الارض من تحته..لقد كان ميتاً فى كل الاحوال فلم احسبه كان سينجو من كل الضرب الذى تلقاه فى سنه هذا..الريس (رفاعى) يتأمل فوهة مسدسه و الدخان مازال يتصاعد منها و الشحوب قد اغرق وجهه هو وولده..

بينما الرجال ما ان افاقت من اثر الدهشة الذى لازمها طويلاً حتى تحركت بنظامية عشوائية و الثورة ضاربه اطنابها فيها..كلها تصرخ فى حنجرة واحدة تبغى رأس الريس وولده..ثورة لم يشهد لها هذا المنجم مثيلاً من قبل على كل ما جرى فيه من اعتداءات غضضنا ابصارنا  عنها طويلاً..مظهر الرجل المسن و هو يشحط فى دمه كان اقوى من كل شيء..اقوى حتى من الاخبار المدوية التى اعلنها العجوز قبل وفاته..

لكن جموع الجحافل الصارخة المنادية بالانتقام من الرجال تحطمت على صخرة (همام) و رجاله و قد صنعوا حائلا بيينا و بين (رفاعى)..(همام) هو رئيس الامن هنا..هو العصا الغليظة التى يمسكها الريس (رفاعى) فى يده الاخرى الخالية من السوط ليهيب بها اى من يجرؤ على عصيانه وولده..

احتمى (رفاعى) خلف الجسد الاسمر الضخم لـ (همام) و رجالة و بنادقهم القوية..لطالما اثارت رعبنا تلك الاسلحة..لكن اليوم الغضب فاق اى تعقل..لا يخاف الا من لديه شىء يخسره..و هذا الرجال لم يعد لديها ما تخشاه..بعد ما حدث بالعجوز لم يعد ايا منا مبال بحياته..ظلت الرجال على مواضعها بينما (رفاعى) يصرخ من خلف ستاره البشرى:
" اضرب يا (همام)..اضرب.."

لكن الامر لم يك ابداً بتلك السهولة..لقد وقف (همام) لأول مرة فى حياته صامتاً حائراً عن اتخاذ القرار او طاعة الامر..
قلت انا و قد تقدمت صفوف الرجال:
" لماذا لا تطيع يا (همام)؟؟ لماذا لا تصوب بندقيتك؟؟ لكن الى من؟؟ لسنا واحد او اثنين..نحن اهلك كلهم..فهل ستقتلنا جميعاً لقاء حياة هذا الجبان؟؟ هل ستقتل اخوتك و ابنائك فداء من قتل اعزل دون جريرة؟؟ ها نحن امامك فأقتلنا ان استطعت.."

قلب (همام) ناظره بيننا لثوان..ثم حسم امره..و ادار ظهره لنا ليواجه (رفاعى) و (طلبه) و فوهات الاسلحة تتجه اليهما فى اشارة لا تحمل كثيراً من المعانى..
ظل الاب و ابنه على هتافهما غير مصدقين حتى و رجال (همام)  يحملونهما الى غرفة الحبس ذات القضبان التى لطالما اودع فيها منا الكثير كعقاب على اشياء لا تستحق..اتفقنا ان يظلا حبيسان حتى نصل الى قرار ما بشأنهما..تعالت اصوات مطالبة بعنقهما جزاء ما فعلاه بعم (جمال)..لكن (همام) ارتأى ان يرجى الحكم لكبرائنا كما نفعل بكل شىء..

تم الاتفاق بيننا على ان يسيِّر (همام) شئون المنجم ريثما يجتمع حكمائنا و يصلوا الى العقوبة المناسبة لأسيرانا و يوكلوا فينا من يدير شئون المنجم على ان يتم توزيع ربحه على كل اهل الواحة بالتساوى..الكل اصبح الآن يعلم انهم مثلهم مثل (رفاعى) شركاء فى الجريمة بصمتهم..لكن لم يكن  لدينا سواهم لنثق برجاحة عقله و سداد حكمه فى موقف صعب كهذا..لذا ارتضى الكل بهذا الحكم و على سير الاوضاع على هذا النهج و نحن نشعر لأول مرة ان خير هذا الذهب سيكون لنا بعد كل تلك السنين , و أن دم عم (جمال) لم يضع هدراً ابداً..

استمرت الامور على منوالها فى الايام التاليه دون تغيير..انتظرنا مطولا لكن شيئاً لم يتم..كل شىء كما هو كأنما ما يزال (رفاعى) يديره بكفاءة..لكن اليوم ليس كالبارحة.. شيئا ما بداخلى قد استيقظ و ابى ان يغرق فى ذات سباته..ربما آن لهذه الواحة ان ترى التغيير الذى حرمت منه مطولاً.. لقد هبت اولى نسائمه و لن ندعها تموت..جمعت عدداً من الرجال و ذهبت لألقى (همام)..لماذا لم تُجاب مطالبنا حتى الآن؟؟ 

فرقع بسوطه فى الهواء لكن اياً منا لم يتحرك..لم تعد الفرقعة الداوية للسوط تخيف اياً منا و قد رأينا بأعيننا ماذا حل بحامله الاول حين بغى و اعتدى..هدد الرجال بوقف الانتاج فى المنجم حتى يتم الانصياع لرغباتهم بتعجيل العدالة و اعطاء الحقوق لذويها..فلما لم يجدوا استجابه,تم تنفيذ الوعيد فعلاً..

ظل العمل متوقفاً فى المنجم لأيام عده و قد بدأت الفرقة تظهر بين الرجال انفسهم دون تدخل ظاهر من (همام) و قد عجز عن تفريق الجمع بالقوة كسابق عهده..معسكر ظهر بيننا تبنى فكره كثيرين من كبار السن و متجمدى الفكر..يشكو توقف انتاج المنجم و ما فى هذا من بالغ الضرر لهم و لأولادهم..لم يفهموا للحظة كم ان الذهب الذى نطالب به اغلى بكثير من بضعه لقيمات نقتات بها كل يوم من فواضل ما يأكلون..لم يفهموا ان الحرية ليست بخسة..و ان لها ثمناً نفيساً سندفعه الآن و نجنيه مع الوقت..تعاطفت معهم و قد شعرت انهم يوماً ما سيعون لم نفعل ما نفعل..حين يرون بأنفسهم ما نحلم به و قد تحول الى واقع ملموس..

منهم كذلك كثيرين مِن مَن رأى فيما فعلنا بالريس (رفاعى) مغبه..فهو كبيرنا قبل كل شىء..و لا يصح ان نهينه او نعارضه كما حدث..ظلوا يلومونا على ما فعلنا و ينعون الايام الماضية و يرجون رجوعها..نسوا عم (جمال) و ما حدث له..نسوا الضربات الموجعه للسوط التى لم  تدع اياً منا الا و تركت علامات لا تمحى على جسده.. نسوا اياماً كدحنا فيها لأخراج ذهبنا لينتفع به سوانا و يتركنا لنجوع..هؤلاء لم اتعاطف معهم لحظة..و قد شعرت انهم مجموعه من الخراف الضالة تخشى طعم الحرية..تخشى اللحظة التى تكون فيها مسؤلة عن قرارها للمرة الأولى..تفتقد الضربات الموجعه لراعيها الوهمى و تخشى التخبط من بعده.. هم ظلوا على لومهم لكنى ظللت كما انا..متزعم الجبهه التى ما تزال صامدة  و تطالب بحقوقها المشروعه..

وقفت فى وجه (همام) و الرجال من خلفى و قلت:
" يا (همام) انت صنيعه (رفاعى) و رجله..لقد وثقنا بك و ائتمناك..اعتقدنا ان ولائك لأهلك سيكون أقوى من أى شىء..لكنى انظر اليك فلا أرى الا (رفاعى) اصغر سناً و فى جلد آخر..ما زال السوط فى يدك..و ما زلت تعامل الرجال كأنهم عبيدك..لماذا المماطلة فى مطالبنا يا (همام)؟؟ اين حقوقنا و انصبتنا فى الذهب؟؟ هذه الرجال لن تنم و لن تهدأ قبل ان ترى المجرم و قد دفع ثمن جريرته فى حق عم (جمال)..فمتى سيتم لنا كل ذلك يا (همام)؟؟ "

لم يرد ردوده الغليظة المعتاده لكنه الان القول  ووعد بسرعه التنفيذ و لم يزد..تفرقت الرجال و ما تزال مصداقيته لديها عاليه و هى تذكر له انه انحاز لصفها و كان يمكن ان يكون ضدها و ينصاع لـ(رفاعى) و يغرق  هذا المنجم فى حمام من الدم..

لكنه فى الايام القليلة التاليه ابتعد عن سياسة السلاح و لجأ الى الوشاية لتفريق صفوف الرجال..انتشر رجاله بين باقى العمال يذيعون فيهم انى عدوهم رقم واحد..انا الذى سيتسبب بضياع حقوقهم باعتراضى المستمر..انا من سيجوع اطفالهم بندائى بالعصيان و توقيف الانتاج فى المنجم..نجح بذكاء فى تحميلى مسؤلية كل ما حدث فى المنجم طيلة الايام السابقة من احداث مؤسفة..شيئاً فشيئاً بدأ الكلام يجد صدى و منصتين..و جدت الرجال ينفلتون من خلفى الواحد تلو الآخر حتى صرت انا الوحيد الذى ما يزال يقف امام (همام)..

الاغبياء..لقد وضعهم  فى جيبه..سيعود بهم الى سابق العهد و هم بذلك راضين..لم اسع يوماً الا لحقوقهم..لم ارد شيئاً لذاتى قط..ما تزال صورة عم (جمال) المضرج فى دمائه حارة حاضرة فى ذهنى لا تفارقنى و هى المحرك الاساسى لكل ما افعل..لا اصدق انهم اصبحوا يكرهونى لذلك..نسيوا كل شىء فجأة و كأنى عشته وحدى..

لا زلت لا اصدق..حتى و رجال (همام) يجرونى الى غرفة الحبس وسط تهليل من اصدقائى و احبابى..لقد استُأصل مصدر الشغب من بينهم و ستعود حياتهم الى سالفها الهانىء..فليسعدوا و يمرحوا !! لا يمكن ان يكون هذا واقعاً..انى احلم..احيا كابوساً لا نهاية له..بينما (همام) ذاته يسير جوارى  و يتمتم بصوت خفيض:
" انت لعبت لعبه انت لست أهلاً لها.."

مازلت على اندهاشى غير مستوعب..كيف و لماذا و متى؟؟ اسئلة كثيرة لم اجد لها اى جواب..متى انسحب البساط من تحتى و انتقلت من خانه الصديق الى خانة العدو ؟؟ من خاطرت بحياتى لأجلهم يهللون الآن لسجنى مثلما هللوا على طاغية عذبهم سنيناً, يالها من نهاية !!
الحسنه الوحيدة التى تمكن عقلى من التفكير فيها ساعتها  لهذا الموقف الصعب , هو انى سأشاطر  سجنى مع (رفاعى) و (طلبه)..فأيه اهانه لهما تلك بعد ملكهما..ربما سأتمكن من اشفاء شىء من غليلى المحتقن تجاههما..

لكن لدهشتى الزنزانه كانت خاوية..ضيقة و لا مكان فيها للا ختباء فأين هم؟؟ هل تم نقلهم الى مكان آخر بعيد عن المنجم؟؟ لا يوجد مكان انسب من هذا.. ظللت على همى و حيرتى ادور فى الزنزانه كالاسد الحبيس عاجزاً عن الاتيان بأى فعل..تأملت العالم من حولنا خارج المنجم من وراء القضبان الفولاذية للنافذه الصغيرة و قد شعرت باليأس من كل شىء..انظر الى النجوم فأتذكر الحرية التى عشتها لفترة قصيرة فقط لينتهى بى المآل الى هنا.. لكنى رأيت مشهداً آخر لم يفارق مخيلتى بعدها قط , كنت بصورة ما اتوقعه فلم اندهش..

رأيت (همام) و هو يودع الريس (رفاعى) و الاخير مضجع على المقعد الخلفى لسيارته الفارهة و جواره زوجته , بينما خلف المقود يجلس ولده (طلبه) و قد عزم على التحرك..التقت عينانا للحظة فشاعت على وجهه ابتسامه....

(تمت)

وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

صدق الله العظيم