اتفضل اطلع بره !!...(2)

جلست على مقهاى المفضل اسحب انفاساً من الارجيلة و اتأملها و هى تسبح فى الفضاء..ادندن فى سرى قصيدة (نجم) (البتاع)..لماذا؟؟ الله و اعلم..لكن (نجم) شاعر عبقرى لا تنكر ذلك..ربما سليط اللسان مشاغب لكن عبقرى..

 

 

هذا اللى الطبى المرن لا يريحنى..اشعر ان الارجيلة الحقيقية هى ما دخن جدى..اما هذه فلعبة اطفال..للسبب ذاته الحجر يشتعل على قطعه من (المعسل)..الدخان الحقيقى الذى يلهب الصدر و يدير الرؤوس..كلا..لن يأتى على اليوم الذى ادخن فيه دخاناً معطراً بالخوخ و المشمش كما تفعل الآنسات الجامعيات الراغبات فى الاثارة و المغامرة..كلا هذا لن يكون...

النظر الى النيران المتوهجه فى الحجر يساهم فى اذكاء افكارى و يساعدنى على التأمل..ما العمل الآن؟؟ الله و رسوله اعلم..ربما كان عند اصدقائى الحل او الاجابة لتلك المعضلة.... لكن اين هم؟؟ و لم تأخروا؟؟ لقد اتفقنا ان نلتقى هنا فى وقت محدد و ها قد فات..فلم انا مازلت وحدى مع كل  تلك الافكار المسمومة؟؟

اسمع من بعيد صوتان متداخلان لشجار..او لجدال تحول الى شجار..استطيع ان اميز اصحابهما دون جهد النظر..الحجر يحيل الرؤى الى ضباب على كل حال فلن استطيع تبين شىء..الصوت الاول لواحد من المثقفين الثوريين الذىن يعج بهم المقهى من حين لآخر..و الصوت الثانى لعامل سكه حديد عجوز..اعرفه لكنى لا اذكر اسمه او لم ارغب فى التذكر..

النقاش كان دائراً على محاكمة (مبارك) العلنية..المثقف يرى طبعاً انها نصر عظيم للثورة و خطوة كبيرة و عظيمة للديموقراطية فى مصر..بينما العجوز يرى انها اكبر اهانه لرجل عظيم ظل يحرس البلد و يخدمها طيله ثلاثين عاماً و اكثر..طبعاً اراؤهم هى امتداد لاراء مسبقة تكونت من قبل الثورة , فأحدهم رافض و الآخر مؤيد و اصحاب الاراء معروفة طبعاً...

نعت المثقف العامل بأنه مصاب بمتلازمة (ستوكهولم) بينما الآخر لم يفهم الكلمة المعقدة و اعتقد انه يسب امه..فبادله السباب بأقذع منه ..تطور الامر الى شجار و عراك تجمهر حوله الناس..حتى اتى المعلم صاحب القهوة ضخم الجثه فهش الناس كالذباب فعاد كل شىء الى سابق عهده..

بينما انا اراقب كل هذا فأضحك بشده..كأنى اشاهد مشهد من كوميديا الفارص..مظهر المثقف و هو يجعجع بكلام ثقيل الوطء و العامل لا يفهمه و يسبه انسانى همومى لثوان..ربما اسهم الحجر الثقيل فى ذلك..

رأى فى هذا كله؟؟ كلام فارغ..فليحاكم (مبارك) و نجليه او يجلد عارياً بالسياط..يجب ان اسأل و ما النفع العائد علىّ؟؟ هل سيعود على هذا بالمال؟؟ هل سيعود على بفرصه عمل؟؟ بزوجة؟؟
العبيد لا يثورون..انما يطالبون بلقمة العيش..اما الثورة فللاحرار...
و انا لست حراً..انا بعد عبد يسعى لاساسيات الحياة الاولى..ربما اذا اشبعتها يمكننى ان اهتم للحراك السياسى فى المنطقة..اما الآن فلا يشغل بالى سوى امر واحد...

لماذا تأخر هؤلاء الاوغاد حتى الآن؟؟
الهاتف يرن..هم..رائع..ظننتهم قد نسيوا وجودى هنا..لن يأتوا بل سنتقابل فى الميدان..طبعاً..و انا الاحمق الوحيد الذى حضر فى ميعاده...
صبى القهوجى يطلب الحساب..تباً..كنت متكل على قدومهم فأفضت فى المشاريب دون تحسب..الحساب يوم الحساب يا بنى..( ع النوته)..نظر الىّ شذراً لكنه لم يتكلم لحسن حظه..اعصابى لا تحتمل و كان يمكن للأمر ان يفضى الى حادث صغير..

انطلقت الى المكان المتفق عليه فوجدت السيارة الرياضية المزدانه برسوم شيطانية عجيبة لصديقى ميسور الحال (انسى)..و معه صديقان آخران..بى انا يكون العدد قد اكتمل...

قال (انسى):
- سورى يا مان ع اللطعه..معلهش..بس لما تعرف الحوار اللى مظبطهولك هتدعيلى..سهرة ما حصلتش فى كباريه الليل...

كباريه (الليل)..و الراقصة (سلمى أحمد) و جسدها الملبنى الذى يحكى عنه الاساطير.. كثيراً ما كنت امر هناك..عند طليعة شارع الهرم..فأتطلع الى صورتها الكبيرة على الواجهه ..اتمنى لو اتحول الى بعوضه فأمر من الستار الامنى الصارم حول المكان كانه البنتاجون فأراها رؤى العين و لو مرة..و الآن ياتى اصدقائى المخلصون يعدوننى بسهرة هناك..ستسيل انهار من الخمر و يحترق ورق البفرة فى الهواء و تكثر النساء و اموال العرب الملقاة عند اقدام الراقصات..ياله من جو..اعتقد انى سانسى كل همومى هناك...لكن..

- بس يا مان قبل ما نتحرك..الحوار ده هيفتح و محتاج صرف..مش هقدر اشيلك انهارده..معاك كاشات و لا ايه نظامك؟

تباً..الامر كان أجمل من ان يتحقق..لم يكن معى من المال ما يكفى لأحاسب على ما طلبت فى مقهى بلدى حقير..فكيف لى بمال يكفل لى دخول مكان كهذا؟؟ لست لصاً كأبيك يا (انسى) فسامحنى..
نظرت الى الوغدين الآخرين فوجدت كل منهما و قد  انشغل بالنظر فى اتجاه مغاير او بفك رباط حذائه و ربطه من جديد...
- و دلوقتى يا مان..احنا اتأخرنا..يا ريت تبقى بيس و مش شايل من حد فينا..يلا فارقنا و نشوفك بكره..
اتفضل اطلع بره !!..

**********************

وقفت امام باب منزلنا حائراً عاجزاً عن الطرق ..اهم لحظة و اتردد اخرى..اعرف ابى جيداً..اعرف ان ما فعله هو طريقته الغريبة فى ابداء الحب و الاهتمام..يعتقد انه  يدفعنى عدة خطوات للامام حتى التفت لمستقبلى..ليست المشكلة فيه قدر هى ما فى نفسى..اخشى ان اواجهه و انا خال الوفاض من دون وظيفة..احساس الفشل مقيت فى حد ذاته فلا تنقصنى نظراته اللائمة و كلامه الثقيل..

لكن اين ابيت الليله؟؟
اصدقائى الآن يقضون اسعد لحظات حياتهم فى احضان الخمر و الراقصات ...و الوقت كذلك متأخر على زيارة الاقارب و مطالبتهم بالمبيت..ابى يحافظ على علاقة سطحية معهم جميعاً لأنه على حد قوله (يكره وجع الدماغ)..فكيف اطرق بابهم ليلاً طالباً الحق فى الاقامة الكاملة شاملاً الافطار؟؟  ككل شىء آخر يفعله هذا الرجل يكون علىَّ انا تحمل عواقبه..

لم يهدنى تفكيرى الا لحل واحد....
نعم من يكون سواه؟؟
طرقت الباب المجاور لشقتنا فى حذر حتى انفتح و برز من خلفه الرأس الاصلع الذى شاب ما تبقى منه ..نعم ما يزال متيقظاً الحمد لله..

من يكون سوى عم (محسن) جارنا؟؟
الرجل الطيب..الكل يحبه هنا هو واطفاله الاشقياء..ربما يمقتون زوجته المتسلطة لكنهم يتحملونها لأجله..اعتدت ان اهرب من والدى فى صغرى فى شقته الواسعة قبل ان يتزوج..و اليوم هاهو التاريخ يعيد ذاته...
- اهلاااااااااان ياواد..عامل ايه؟؟ كده برضه ؟؟ البيت جنب البيت و ما تجيش تزور عمك (محسن)؟؟ طب يا اخى تعالى لا عب الاطفال شوية و ريحنى من زنهم..(هههههه).. دول و الله دايماً بيسالوا عليك ..سبحان الله يا اخى..الاطفال دول فيهم شىء لله..رادار حساس للناس..على قد ما بيحبوك على قد ما بيتخنقوا من ابوك..بس عندهم حق (ههههههه) و الراجل الاتم ده عامل معاك ايه؟؟ لسه مغلبك برضه؟؟ معلهش..هو برضه ابوك..صحيح هو رخم و ثقيل..بس طيب..آه و الله طيب...هه..قوللى بقى.. انت عامل ايه ؟؟ و الدنيا ماشية بيك ازاى؟؟اشتغلت؟؟ طب (ضحكة خبيثة) مفيش حاجة فى الطريق؟؟
هممت بالرد لكنه لم يعطنى فرصه كعادته ووضع يده على قدمى ضاحكاً و قال:
- ما سمعتش صحيح؟؟ مش الواد ابن اخويا هيتجوز ؟؟ خلاص اتخبط فى نافوخه و قرر يعملها..آه و الله زى ما بقولك..بعد ما فضل منشف ريقنا  و مطلع روحى معاه..بس اهو خد الخطوة و لبس(ههههههههه) عقبى لك بقى يا حلو (ههههههههه) عقبال ما تلبس انت كمان و تبقى زينا (هههههههههههههههه)...

يا اخى لا تقلب على المواجع..لم يبرد شعور المهانه و الطرد من بيت (سارة) بعد على يد ابيها الصارم..

ما يزال عم (محسن) كما هو..خفة دم لا تنقطع و لا تعطى من امامه فرصة للكلام..فقط حمدت الله ان صغيراه كانا نائمين..اشقياء جداً بصورة لا تحتمل..ارغب فى مدخل مناسب لأقنعه بأن ابيت هنا..لكن كيف؟؟
- شكلك كده عاوزنى فى موضوع..ماشى..بس اقولك تشرب حاجة الاول..ساقع و لا سخن....
- لا ساقع و لا سخن كتر خيــ.....
" (محسن)... الوقت اتأخر...يلا عشان ننااااااام !! "
الصوت الصارم ينبعث من الداخل لكنى اعرف صاحبته جيداً..امتقع وجه الرجل بشده حتى تعاطفت معه..تضعف شخصيته امام زوجته بصورة عجيبه..لكنى لا الومه فى الواقع..ان لم اكن اشفق عليه..

- معلهش يا بنى..اصل..اصل زى ما انت شايف..الولاد عندهم مدرسة..و....و...ومضطر استأذنك يعنى...لو.....
- من غير ما تقولها يا عم (محسن)...انا طالع......

*****************************

شوارع القاهرة من جديد..
الساعة قد جاوزت منتصف الليل و صباح اليوم الجديد قد انقضى منه سويعات..الجو بارد حقاً..ينخر عظامى دون رحمة..ما ان اعتدته حتى ازداد الطين بله و بدأت السماء فى الامطار..امطار غزيرة كثيفة اغرقتنى فى بركة من الطين و الاوحال..شقوق البرق فى السماء و الدوى العالى للرعد يصم اذنى..يالها من ليلة..

شعور التيه يقتلنى..لا اعرف اين اذهب..و لا ارغب فى الذهاب الى مكان بعينه..هل اغامر بدخول بيتى و انتظر ان اسمع يمين الطلاق و هو يتلى على امى؟؟ كلا..شعرت فى هذه اللحظة انه لا يوجد مكان بعينه قادر على احتوائى..لو فتح لى والدى المنزل و احضانه فى هذه اللحظة لما وددت ان ادخل..
هدتنى اقدامى فى هذا الطقس المريع الى اغرب مكان قد تتخيله فى حياتك..

الى المقابر !!

نعم..لا تسأل لماذا..انا ذاتى لا اعلم..لكن وجدتنى اذهب الى هناك مسلوب الاراده..اعرف المكان جيداً..وقد جئت الى هنا مراراً..خطر فى بالى..ان لم يحتوينى عالم الاحياء..فلا مكان لى الا بين من ينتظرون الحساب...

طرقت الباب الخشبى العريض لتلك الحجرة الضيقة التى يسكنها حارس هذا المكان القفر..رأيت النور المونس للكلوب يطل من خلف النافذه الصغيرة فلا يمكن ان يدعى انه نائم..و صوت المذياع ينبعث من الداخل مترنماً بأغنية قديمة لأم كلثوم احالها قدمه و التشويش الاستاتيكى الى همهمات غير مفهومة..

انفتح الباب اخيراً ذاعناً لأصرارى..و قد وقف خلفه عجوز طاعن  السن يرتدى ملابس صوفيه ثقيلة و جسده يرتجف من البرد..تطل من عينه نظره حيويه ثاقبه لا تتفق مع سنوات عمره التى اجزم انها تجاوزت السبعين..رجل هنا بمفرده فى هذه السن و ذلك الطقس؟؟ياله من عالم قاس ذلك الذى نعيش فيه..

رأنى فأطلق سبه و دعانى الى الدخول دون ان اتكلم..المكان بالداخل دافىء حقاً..الطقس بالخارج احال العالم الى ثلاجة كبيرة...
- السلام عليكم يا حاج..
- و عليكم يا سيدى (يسعل)..انت مين يا بنى و بتعمل ايه هنا الساعة دى؟؟ تايه؟؟
- يمكن يا حاج ..الله و اعلم..لحد انهارده الصبح كنت فاكر انى عارف طريقى كويس..دورت عليه..حاولت امشى فيه..لقيته مسدود..جربت غيره و غيره..و برضه مسدود..انا يا حج دورت لنفسى على  مكان يسعنى فوق الارض ما لقيتش..فجيت هنا...

ينظر الى محاولا استيعاب كلامى..نظرة عدم تصديق و محاولة فهم تطل من عينه..مع شعور بالتعب و الضجر كذلك..اشعر بسبه معينه تود لو تقفز من لسانه و تجد طريقها الىّ..
- انا ياحاج جربت كل حاجة..ما سبتش باب الا لما خبطت عليه..و على كل باب الاجابة واحدة.."انت مطرود"..ما قدرتش الاقى لنفسى وظيفة زى خلق الله..مؤهلى اللى طفح اهلى الدم عشان اخده اكتشفت فى الآخر ان ورقه كان هينفع امى فى القلية اكتر..الحكاية كلها واسطة و كوسه و محسوبية..ابوك و اهلك اغنيا هتفضل زيهم و تكمل السلسال...اتولدت فقير؟؟ هتعيش و تموت فقير...شهادتك دى بتتجوز بيها و بس..بس انا برضه الجواز ما اقدرتش عليه..البنت اللى بحبها اهلها رفضونى..و ليهم حق..ما انا معنديش شقة..بس انا برضه معذور..ما اقل شقة بتمن اللى ابويا صرفه عليا من يوم ما اتولدت..اقل شقة فى اوطى حته فى مصر مش هجمع تمنها فى عشرين سنة..انا معذور و اهلها معذورين و هى كمان معذورة لما تتجوز واحد تانى غيرى..بس يبقى الذنب على مين؟؟؟

سهل قوى انك تقفل باب فى وش واحد بدل ما تمدله ايد..سهل انك تطرده و تدهس احلامه بدل ما تساعده يحققها.." اتفضل اطلع بره !! "..تحب اقولك سمعت الكلمة دى كام مرة و من كام واحد؟؟ ما حدش فكر منهم يساعدنى بدل ما يصدر مشكلتى لواحد تانى يطردنى هو كمان.. انا بقيت حاسس ان البلد كلها شايله يافطة بتقول " اطلع بره..انت ملكش مكان هنا" اطلع روح بعيد..هنا انت مش هتحقق حاجة..هنا انت زيك زى غيرك..عاطل قاعد على قهوة..بيحلم يكون زى القطط و الكلاب قادر يتجوز و ياكل كل يوم..البلد دى كلها اتحولت لأكبر مركز طرد فى الدنيا..مش عاوزه حد فيها و لا بتديله فرصه..مش فارقه ثورة من غير ثورة..ما النفوس هى هى و البشر  هم هم..فرقت فى ايه ؟؟ تفتكر ممكن يبقى فى تغيير احس بيه دلوقتى فى عمرى ده؟؟ ما اظنش...هتفضل كل حاجة زى ما هى و الاسم فيه تغيير..طب هو فين؟؟ حلنى بقى..

بس ما علينا..مش دى مشكلتنا ..انا دلوقتى  جاى اطلب منك طلب بسيط..انا لفيت كل حته اعرفها عشان انام ملقتش..مش ناقص غير الترب..شوفلى واحدة اتاوى فيها يمكن ارتاح من كل مشاكلى اللى حكيتلك عليها دى !! .....

يااااااااااااه
اخيراً نطقت بكل ما يعتمل فى صدرى..حجر كبير من الهموم تجمع طيلة اليوم..كلا بل طيله حياتى كلها..اشعر به و قد انزاح اخيراً..كم كنت ارغب فى ان اقول هذا الكلام حتى لو لواحد لا يعى منه حرف..حتى لو كان لحائط..

الرجل ظل يتابع كلامى كله دون تعليق او تفاعل و هو يسمعنى كأنها هلوسات مجنون..فى النهاية فوجئت به يضحك بعد صمت..يضحك و يكركع فى شده حتى بانت اسنانه النخره..يضحك حتى انتابته نوبه سعال شديده من صدر عايش المعسل سنيناً..لم احسب نفسى خفيف الدم الى هذه الدرجة او ان ما اقول مضحكاً بأى حال...

- انت..انت ما معكش تمن شقة..و فاكر انك تقدر تشترى قبر؟؟؟
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
يا بنى البلد دى البنى آدم بيفضل فيها رخيص طول ما هو عايش..لحد ما يموت يقوم يبان له سعر..(هههههههههه).. لو  كان عرف بيه,كان باع جتته من زمان للى يقدر على تمنها..(ههههههههههه)..
قوم يا بنى صليلك ركعتين و استهد بالله..و شوفلك حته نام فيها و لا ارجع بيتك زمان اهلك قلقانين عليك...
- يا حاج انا ابويا طردنى من البيت و حلف على امى بالطلاق ما يدخلنى الا لما ارجعله بشغلانه..ما معيش فلوس ابيت لا فى فندق و لا اوتيل و لا عندى حد انام عنده لحد بكره..ما تخلينى نايم هنا لحد الصبح يكون حلها حلال ؟؟

هنا تبدلت قسمات وجهه الضاحكه و ظهر على تقسيمات وجهه المتجعده تقطيبه قاسية..
- و انيمك هنا ازاى انت فاكره سبيل؟؟ و انا ايش ضمنى تكون حرامى و لا مجنون و لا عفريت من اللى بيحوموا المقابر دى بالليل..
و امسك عصاه الغليظة و اشار الى الباب زاعقاً:
- يلا يا بنى اخرج من هنا و سيبنى انام.....
اتفضل اطلع بره !! .......

( تمت )

(رحلة لايطاليا…)