الخميس، 13 أكتوبر 2011

انت ايضاً تستطيع !!………..2

 

اهـــــــــــــداء:

الى روح امرأه عرفتها طيلة أكثر من عشرين عاماً..

كانت عيناها اول ما تفتح عنه ناظرى..

و كانت عينى هى آخر ما رأت قبل ان تفارق الحياة..

كيف ارد لك جميلك و انتِ تملكيننى بالكامل؟؟

اتمنى ان اكون صالحاً فقط كى يتقبل الله دعائى لك بالرحمة..

بسّــــــام..

*************** 

 

308993_239228996127357_113683338681924_714685_1367246499_n

هل كان للحب مكاناً فى حياة صاحبنا؟؟؟ قطعاً..صارحتك انه كان زائد الوزن و هؤلاء فى الغالب يكونون كتله من المشاعر و الاحاسيس المدفونة التى تنتظر ان تنفجر فى ايه لحظة..فقط كل هذا يختفى خلف وجه مقطب نادر الابتسام نادراً ما يلين لشخص لا يعرفه..تريد ان تعرف أكثر..صبراً..لم لا نهيأ الجو أكثر؟؟ فليصمت (بيل كونتى ) و موسيقاه الحماسية قليلاً..فلنستمع الى شىء ملائم أكثر..ما رأيك بـ (ولد رسام )..للـ (عسيلى  ) ؟؟ احبها بشده..و ارجو ان تكون انت كذلك ايضاً...

******************

images (1)

كان فى زمان ولد رسام..مسكين و كمان غلبان...
- مسكين فعلا..لكنه لم يكن رساماً..بل كان يحب الكتابة بشده..

e89e2b6d39

***************

كان عنده احلى بنت جيران…
- كبر قليلا كى يعشق ابنه الجيران..لكن هذا لا يمنع كونها كانت اجمل شىء رآه فى حياته..

 

*******************

كانت واصلة وغنية….
- لا نتحدث عن الثراء العادى هنا..حاول ان تفهم..كان يشعر انها بقدر ما هى قريبة بمقاييس البشر بقدر ما كانت بعيده عنه..نجمة ساطعه فى السماء..مهما شعرت انها متناول يدك فلن تطالها مهما حاولت..

***************

هى كانت حلوة ويتألف عليها مية غنوة وألف ديوان
- نعم كانت كذلك..و هو لم يدخر اى شىء ليكتبه الا لها...فقط..و لو كان يستطيع لكتب الفاً...

**************

هيعمل اية العاشق الغلبان هيقولها ولا هيطلع جبان؟؟
- فكر مراراً الا يقولها..لكنه ليس جباناً..هو فقط يخشى على شعورها بشده من فكره المضطرب و مستقبله غير واضح المعالم..نوع مبالغ فيه من التقدير  لها و اذى غير مبرر  للذات  لم يطالبه به احد..

*************

فكر يروح ويقلها ان قلبة عشان بيحبها ممكن يهد صخور ويشيل جبال..

- لقد حسم امره اخيراً..نعم..سيفعل اى شىء من اجلها..هى فقط عليها ان تقول..و كل شىء قابل للتحقيق..فقط عليها ان تتمنى و الحلم سيتحول الى امر قيد التنفيذ..

******************

فكر يروح ويوريها ان رسمه كله كان ليها…
- كل حرف..كل شكل..كل نقطة فى كل سطر..كله كان لها دون سواها..يمكن لو امعنت النظر ان ترى وجهها الجميل مطلاً من بين الفراغات الناصعه للسطور المنثورة....

***************

وانه اسيرها محبش غيرها بيعشق الجمال…
- نوع خاص جداً من الاسر..و نوع اخص من الجمال..جمال بكر لم يلوثه انسان..حسب انه سيكون محظوظاً كفايه ليكون اول من ينهل من منبعه...

****************

وياتري هيكون ايه ردها على الحاجات دى كلها ؟؟
- حقاً هذا هو السؤال..لقد كان انانياً فلم تكفه حصته من الفكر..فسرق حصتها و فكر بالنيابه عنها كثيراً..مره بداعى التردد و مرة بداعى التأنى..اما الآن فالقرار لها وحدها...

*************

ممكن ترضى وممكن.....
- تمشى....

but-1-day-she-leave-me-indore-india 1152_12926637352-tpfil02aw-1318

 

لقد انتهت الاغنية عند هذا الحد..لن تسمع الصوت الحالم لـ (بشرى) و هو يكملها..الفتاه لا تحتفظ له برسومات مماثله تخبأها حتى تعرضها عليه..ربما كان لديها و لكن ليس له..لقد عرف ردها على كل شىء...الباب ليس مفتوحاً و لا حتى موارباً بل موصد بألف قفل.....

كانت واضحه..رقيقة..مهذبه..لم تخيب ظنه فى اى شىء سوى فى فحوى كلامها..لقد اعادت اليه مشاعره فى ادب جم..جبل الشعور لم يقابله الا الخواء..الشعور ليس متبادلا يا صديقى..لقد امضيت ردحا من الزمان تفكر و تخطط و تناور و تحاور اشخاصا لا وجود لهم تجنبا لمواجهه كانت ستريحك من كل شىء فى بضع دقائق..

هل اساءت اليه؟؟؟ قطعاً لا..لو كان هناك شخص قد سبب له اى اذى فى هذا الموضوع فسيكون هو نفسه..هو الذى اساء لذاته و لها عندما عاملها كقارئه طالع تطلع على افكاره الحبيسة بينما هى لم تمارس سوى حقها الطبيعى فى الرفض و اختيار الشريك الذى تراه ملائماً لحياتها المستقبليه..لا لوم عليها فى اى شىء..هذه حياتها...شىء واحد فقط قد يعتب عليها فيه..هو انها لم تترك له ذكرى سيئة تجعل من كرهها امراً محتملاً..يرى فى هذا قسوة لا يوجد ما هو ابلغ منها..احيانا يكون المرء بحاجة للمقت كوقود للنسيان و هى ضنت عليه بمطلب بسيط كهذا..شىء آخر..لقد رفعت سقف طموحه الى السماء..ان يجد سواها من هى افضل..اعتقد ان هذا قد يتطلب وقتاً...

مر بأوقات عصيبة لا ينكر ذلك..يفكر فيها عن سبب انصاتها له بينما فى قرارة نفسها رأيها الاصلى كان جاهزاً و معداً سلفاً ..لماذا يا ترى طلبت اليه المثول امام محكمة القاضى فيها مرتش و المحلفون صم عن الحقائق و الجلاد قد تلقى بقشيشاً سخياً ليجعل موته نظيفاً قدر الامكان؟؟
اكان رأيها مغايراً؟؟ اهو شيء قاله؟؟ اهو شىء فعله؟؟ هل كان الفارق بينه و بين السعادة بضع كلمات لم يحسن انتقائها؟؟؟ ظل يفكر و يفكر حتى انتهى الى الحقيقة البديهية : ما حدث هو ارادة الله وحده و هو الخير حتما فى كل الاحوال اياً كان فى ظاهره قاسى او غير مفهوم..ما كان ليهم ما قال او فعل فما كان لشىء ان يتغير فى النهاية..

نعم مر بأوقات صعبه..لكنه  تعلم شيئاً او اثنين فى النهاية..تعلم ان يكون اكثر براءة و عفوية فى التعبير عن مشاعره..تعلم ان لا يعامل الناس كأنهم طفرات مثل الرجال اكس..قادرين على قراءه الافكار و معرفه ما يدور فى خلده المتغير خلف وجهه الجامد..لماذا نترك من نحبهم ينسحبون من حياتنا دون ان نعبر بشعورنا نحوهم كيفما يستحقون؟؟ حقاً انه لأمر محير....المشكلة انه كان كثيراً ما  يقع فى هذا الفخ فيعامل الفتيات كأنهن زهور يانعه وليدة يمكن لأى كلمة ان تدميها او تحدث خدوشاً فى بتلاتها الرقيقة..يجب ان تُعامل فى حرص حتى لا تتفتت وريقاتها و تتبعثر فى الهواء فلا يعود لها اى وجود...كان ينظر الى اي فتاه و كأنها اخت محتملة و هو لا يطيق ان يتعرض احد اخته بكلمة...لكن من قال ان التعبير عن الشعور الصادق يمكن ان يؤذى؟؟ بل كبته هو الذى يفعل فى الغالب..اخلاق الفرسان ماتت بموتهم و هو ليس واحداً منهم بحال, يمكننى ان املأ لك مجلدات عريضة بعيوبه التى لا تنتهى..فلماذا هذا النوع المبالغ فيه من تعذيب الذات بدعوى النبل؟؟؟ هذه واحدة من المزايا العديدة لخبرات الحياة القاسية..كونها كثيراً ما تقِّوم طريقنا فى الحياة و تجبرنا على التوقف للحظات لاعادة النظر فى مسار حياتنا السابق و ما به من افكار تحتاج الى تعديل...

تعلم كذلك الا يصارح الآخرين بعيوبه بل يترك لهم كامل الحرية فى اكتشافها بأنفسهم..الصراحة شىء جميل على الورق..لكنه على ارض الواقع سلاح فتاك معظم الناس لا يجيدون استخدامه و الباقى منهم لا يقدره..احياناً يكون من امامك لا يرغب بالحقيقة و انما يريد ان يسمع شيئاً بعينه حتى لو كان منافياً لها..اما هو فقد وقع فى الشراك بكل سهوله..كان يظن ان الكلمة الصادقة تعنى شيئاً فأكتشف انها صادمة قدر الواقع القاسى من حولنا..لهذا يكرهها الناس قدر حبهم للاحلام و البعد عن الحياة..يكرهونها و يمقتون قائلها حتى و لو فى قرارة انفسهم هم على يقين ان ما يقوله هو الصواب المجسد...

 

و ماذا ايضاً ؟؟ الدروس كثيرة و قد لا يتسع المجال لذكرها جميعاً... لكنى لا استطيع ان اغفل اهمها وهو :ان الحب ليس عهداً او ميثاقاً يلزم طرفيه بمبادله ذات الشعور..بل هو سريان من العواطف قد يسرى بين طرفين او من طرف لآخر دون تفاعل..الحب من طرف واحد اسوأ اهانه لمشاعر غالية  خلقها الله فى نفوسنا و كرمها..اشياء رقيقة لا تتحمل منا هذه القسوة غير المبررة..هدايا جميله هشه سهله الكسر..يجب ان نتأكد انها قد وصلت لمستحقيها من القادرين على مبادلتها بمثلها و الا فقدت كل قيمة لها...

320571_239019662814957_113683338681924_714010_122457231_n

لم يعتبر يوماً هذه التجربة خسارة له..بل على العكس..الخسارة الوحيده كانت فى صمته..لا نشعر بالندم عاده فى كبرنا على مواقف لم نحصل فيها على مبتغانا..بل على مخاطر لم نتخذها خشية عدم الوصول..الحياة فرص..تجنبها خوفا من الخسارة ليس الامان..بل هو الموت.... موت روح داخل جسد مازال يحيا و يتنفس و يأخذ مكاناً لا يستحقه فى دنيا الاحياء...

و ما المشكله فيم حدث؟؟ الاحمر و الاخضر لونان غير متوافقان فهل هذا يعيب ايهما؟؟؟ كلاهما لون رائع بمفرده و سيكمل حياته مع لون آخر على خير ما يرام..لا تحب الكباب؟؟؟ هذا شأنك..انت حر..انت لن تموت جوعاً فالطعام كثير..لكنك لن تنقص من قدر الكباب شيئاً كونه وجبه رائعه يشتهيها الكثيرون..حقاً هذه مواقف لا نخسر فيها بل نتعلم منها اكثر..قد تترك فينا جروحاً كبيره تلتأم مع الوقت لتترك ندوباً نتأملها باسمين فيما بعد لنتذكر زمن مضى..

لقد واجه نفسه و مخاوفه..و انتصر...عبر عن شعوره الصادق للمرة الاولى تجاه مخلوق و هذا هو المهم...

ففتاة الاحلام ليست كائناً خرافياً او غير موجود..لن ييأس فى العثور عنها ابداً..لا يعنى عدم نجاحه مره حكماً مسبقاً بالفشل فى كل مرة تالية لها..نعم هى موجودة..المشكلة الحقيقية التى يصطنعها الجميع عندما يبحثون هو انشغالهم بالبلاتوه الخارجى على حساب اشياء اخرى اهم بكثير..اما هو فقد لقنته الحياة درساً بالطريقة الصعبة ان يكون اقل سطحية  فى الحكم على الآخرين..الطرز الجينى لأنسان و كيفية التعبير عنه و كيف تشكلت ملامحه لتصنع وجهاً ليست خير وسيلة لمعرفه كنه الشخص الذى تحدثه..بل هى الروح و الافكار و الطباع التى تختفى خلف ذلك الغطاء عديم الدلالة..

حين يبحث هو لا يفكر بلوحة جميلة يزين بها ردهه دارهم ليشاهدها الضيوف و يطرون على ذوقه..لا يبحث عن ورده جميلة يضعها فى جيب حلته بعد كفاح طويل ليشهد له الناس بالنجاح..بل يبحث عن رفيقة طريق حقيقية..يبحث عن من يراها فيشعر صوبها بالارتياح..من يتوقع ان يشكره اولاده يوماً انها امهم..من تتحمل ظروف الحياة الصعبة دون شكوى..من يرى نفسه يكبر معها و يمضى ما بقى له من عمر..من لا يمانع ان يشاهدها و هى تفقد بريقها الظاهرى امامه بتقدم الزمن لأن بريق روحها سيغطى على كل ذلك..من تكون يدها المتغضنة هى آخر ما يقبض عليه برفق قبل ان يفارق الحياة راضياً عن كل شىء....
298918_2418050501632_1562481339_2564558_265271673_n

واحده قادمة من ذلك المكان السحرى الذى خُلِقَت فيه امهاتنا اللائى اخرجننا على تلك الصورة التى صرنا علينا الآن...كثيرون صاروا على يقين ان هذا المكان لم  يعد له وجود او انه كف عن الانتاج لكنه فى قرارة نفسه شبه متأكد انه ما يزال هناك...فهو -قبل كل شىء- يعلم ان الارتباط الانسانى ليس هو رحلة البحث عن الشخص الكامل بل الشخص الذى تشعر انه يكملك..و نجاح اى علاقة   لا يعتمد على وجود شخص خالٍ من العيوب , و انما على  شخوص ترضى بعيوب بعضها و قادرة على التعايش معها..الحياة ذاتها لا تقوم على تواجدك مع شخص تحاول اثارة اعجابه طيلة الوقت او تحاول ان تتغير لتتوائم و طباعه..بل الشخص الذى يرضى بك كما انت دون تغيير..هو يعلم كل ذلك وواثق من انه سيجده يوماً فثقته فى خالقه غير محدودة..لكن ليس هذه المرة  , ربما فى مرة أخرى فالعمر امامه ما يزال ممتداً حتى يشاء الله...هذه مجرد خبرة و تجربة تضاف الى رصيده المحدود من الحياة....حتماً ليس هذه المرة...

القبول لا يُشتَرى و الاهتمام لا يُطلَب و الحب لا يُعلَم..اهرب يا صديقى من هذه الارض المعادية..ابحث عن ارض خصبة تتقبل مشاعرك و تنميها الى دغل كثيف تسكن اليه الى ان تموت...لا تنشغل بحل اللغز..بل اترك القطع كما هى مبعثرة على الارض..اهرب..قد لا نتحكم فى ميل قلوبنا فيمن تختار لكننا نتحكم فى ابداء شعورنا وتخير ما يظهر منها..ابتعد يا صديقى..ابتعد و لا تنظر خلفك ابداً...

يوماً ما ستقابل سواها ممن يجيدون الرسم.. من تبادل رسومك بخطوط اكثر منها كثافه.. من تأخذك من يدك لتطالع رسومها الجميلة فتجد فيها وجهك.. ليس اليوم حتماً..ربما غداً...يومها فقط ستنظر الى كل ذلك و تبتسم......

33704_1595083287966_1562481339_1471548_4588301_n
*****************

لكن للأسف جراح القلب لا تندمل بهذه السهولة بل تأخذ وقتها الكافى من الالم..و هو اخد حصته الكافية من الالم بعدها..لكنه لم يستمر لحسن الحظ..او لسوئه..لقد افاق على مصاب افدح و اقسى بكثير مع عدم جواز المقارنه اصلاً...لقد توقف على الشعور بالالم لأنه فقد جزء من روحه فتخدرت لديه كل مراكز الشعور..لقد ماتت والدته....

لا تجعل الامر يمر عليك هكذا..لا تغفل انه كان ابن وحيد..لا تنس انه كان يمر بحاله معقده من مركب (اوديب)..امه كانت حياته بالكامل..كانت كل شىء بالمعنى الحرفى بالكلمة..و استيقظ صبيحة يوم رمضانى ليكتشف ان شمس حياته قد افلت الى الابد و انه سيعيش ما تبقى له من عمر فى ظلام طويل...

الامر قاس فعلا عندما تمسك اليد الدافئة التى اعتدت ان تستمد منها الدفء فلا تجد سوى برودة الموت و قسوته حين يباعد بين الاحباب..الوجه الذى لم يعتد سوى التعبير بالحب او القلق من خطر مجهول لا تعلمه الا هى ..العين التى لم تعتد سوى نظرات الخوف على مستقبل من تحب..الروح التى لم تعتد سوى العطاء..كل هذا شاخص..جامد..فقد كل حياة و صار ذكرى..

نعم لقد ماتت حقاً..صارت اثراً يتلمسه بعد ان كانت عيناً ملىء سمعه و بصره..اثر يبحث عنه فى ثيابها , فى مقتنياتها   , فى كل ما مت لها يوماً بصلة حميمية حتى هو نفسه..يشعر فى بعض الاحيان انها لم تكن الا طيفاً شعر به فى يوم حالم ثم اختفى..يشعر انها كانت حلماً أجمل من ان يصير جزءاً ملموساً من حياته..و يحس أحياناً أخرى انها لم تفارقه من الاساس..ما تزال هناك حية فى نقطة مومضة من قلبه تأبى أن تخفت برحيل مالكها الاصلى..حتى فى سرادق عزائها ظل يتطلع الى عزاء النساء فى ثيابهن السود يأمل ان يلمح وجهها بينهن فيأخذها و ينصرف من هذا المكان الكئيب..

هى كانت هناك ثم فجأة لم تعد..كأنها احدى العاب الحواة او استعراض لخفة اليد..الآن تراه..الآن لا تراه..البارحة هى موجودة تعطيه املا ليعيش..و اليوم هى فى عالم آخر و هو يمنى نفسه ان يلحق بها فى اقرب وقت..لا يريحه و لا يطمأنه سوى انه يعلم انها  الآن بخير..ان هذا هو ما تستحق..ان ترتاح من عناء حياة لا ترحم و تهنأ فى رحاب كريم  لا يُشّقى.. و تسعد بجوار شريف لطالما تاقت نفسها الى رؤياه..

هى وللمرة الاولى يباعد بينها و بينه مسافات لا يقدر على تجاوزها..لكن الانسان حين يحب بصدق فأنه يرضى برضاء من يحب حتى لو كان على حساب شقائه هو..فهو ليس من الانانية ليحزن انها تركته من أجل الجنة…

هى كانت كل شىء..لكنها الآن سعيدة , فلا شىء آخر  يهم…

هى كانت حياته كلها..و اليوم لم يعد منها سوى ذكرى طيبة و هو يذكر اخر كلماتها له....

" انت انسان رائع..لكنك دائما لا تعطى من حولك الفرصة ليعرف..حسن علاقتك مع الناس لكن لا تتغير لأجلهم..كن افضل لكن لا تفقد نفسك و تجبرها ان تكون شيئا هى ليست عليه..فقط دع الناس تراك كما اراك انا..كما انت فعلا...اتمنى ان تكون الافضل  واشعر انك لن تخيب ظنى..."..

هذه الوصية..ذلك العهد..سيظل قائما ما دامت حياته..سيمر عليه اياماً كثيرة يشتهى وجودها معه فى دنيانا..لكنه سيكون افضل كما اوعزت اليه..من اجلها..لن تكون معه حين يتزوج لكنه واثق انه سيلمح وجهها الباسم بين الحضور ينظر اليه فى رضا..لن تكون معه حين يتخرج من كليته..لكنه يعلم ان كل  نول فى زى التخرج هو من غزلها هى..هى صنعته بالكامل و هو مدين لها بكل شىء..ليس المهم هو وجود الانسان فى حياتنا قدر ما هو بالاثر العظيم الذى يتركه فى مجريات امورنا و فى قلوبنا...

تحسب ان الاوضاع كانت صعبة سلفاً ؟؟؟ الآن باتت للناظر غير المدقق مستحيلة...من الصعب التخيل ان المرء يمكن ان يشعر باليتم و هو رجل فى هذه السن لكنها الحقيقة غير المنقوصة..يشعر انه وحيد بالفعل..وحيد تماماً فى مواجهه عالم قاس موحش لا يغفر اى لحظات غفلة او تهاون..وحيد و قد فقد الحصن الامين الذى طالما التجأ اليه فى مواجهه صعاب الحياة التى لا تنتهى..وحيد و ياله من شعور قاتل..سيظل ملازماً له لفترة طويلة حتى و هو بين احبابه و اصدقاءه..فهناك اشياء بعينها تموت مع اصحابها و يكون من العبث الامل فى بعثها..لكن الحقيقة التى يغفلها الجميع عن عمد او عدم معرفة ان هذا الفتى صلب قوى الاراده حقاً على عكس ما قد يوحى به مظهره..الطريق امامه صعب لا جدال..لكنه سيواصل و سيصل بإذن الله..لماذا؟؟ لأن هذه هى وصيه والدته غير المنطوقة..ما قيمة ما فعلت ان لم يذيله هو بالنهاية التى لطالما تمنتها؟؟ سيكمل المشوار الى آخره كما ارادت و كأنها لم تفارقه..

نعم..هى لم تعد هناك..رغماً عنها و رغماً عنه..لكنها تركت له شيئاً اروع بكثير من كل كنوز الدنيا..لم تترك له المال او السلطة..بل تركت له حب الناس..الاهتمام فى عيونهم..و حبهم لها و لكل ما فعلت لأجلهم و الذى انتقل بالتبعية له..جميلها الرقيق ليس فى عنقه وحده..بل فى اعناق كل من عرفتهم و اليوم هو يوم رد الديون الثقيلة و المتلقى هو الوريث الوحيد لتلك المملكة من السيرة العطرة..لقد وعى اخيراً الدرس الذى لطالما حاولت ان تزرعه فيه طيلة حياتها فلم يتعلمه سوى بالطريقة الصعبة بموتها..

يا بنى الامان عمره ما كان فى الفلوس…الامان فى الناس… "…

نعم..الامان فى الناس..فى حبهم فى الله..لم يأت الانسان هذه الدنيا ليحيا فيها بمفرده او يتصرف بوحدانية و تفرد..المال نصنعه و لا يصنعنا..يذهب و يجىء..فلا يتبقى للناس الا بعضهم..

هى رحلت..لكنها الآن - ان شاء الله - فى دار عظيمة لا شقاء فيها و لا حزن..هانئة بحالها  , مترفعه عن كل وعثاء الدنيا و فى هذا خير شفيع للفراق..

و هو فى قراره نفسه يعلم انه حينما يصل الى خط النهاية لن يلمح سوى ابتسامتها المشرقة ووجهها الحنون يخبره انه لم يضل الطريق.. هى ستكون هناك لأن من بدأ شيئاً يجب ان يتمه..و هى لم تعلمه الحنث بالوعود..ستكون هناك..هو متأكد من ذلك…

اعتقد ان هذا هو افضل حافز لهذه الرحلة الطويلة التى عقد العزم عليها..سيواصل  حتى و ان تخلى عنه الآخرون فالحلم لا يحتاج الى رفقة..سيصل حتى ان لم تثق فيه انت..فهذه رغبتها له ..هذا ما سيبقى ذكراها العطرة حيه ما دام هو… و هو سيفعل المستحيل فى سبيل ذلك…سيكمل و لن يتوقف رغم آلامه , فأنا اثق به كثيراً و اعتقد ان هذا بالنسبة له يكفى و يزيد....

*****************

الى هنا تنتهى قصة الصبى الصغير..
ليست مشوقة كفاية؟؟ لم تنتابك القشعريرة؟؟ تشعر انك خدعت؟؟ لا عليك..فالقصة لم تنتهى..بل تبدأ لتوها..ما واجهه الصبى الصغير حتى هذه اللحظة لا يساوى شيئا مما ينتظره فى اللحظات القادمه..هذا مجرد جزء من الحكاية..لم تنتهى بعد..لكن التتمه ما تزال فى علم خالقها..و لا املك سوى هذا الجزء لأعرضه عليك...

لقد كبر الصبى.. لم يعد ذلك الطفل الذى لم تتجاوز اعوامه الاربع يتطلع الى السله العاليه عاجزاً عن الوصول اليها...بل نضجته الخبرات البسيطة لتصنع منه رجلا فى مقتبل حياته..رجل يجلس الآن خلف شاشه و لوحه مفاتيح ليخط لك هذه الاسطر معدومه الجدوى...

حقاً ما الفائده من كل هذا؟؟

ليس الهدف من كل هذا السرد ان اخرج لسانى لكل من سخروا منى..او كيف سارت بى الحياة و كيف سارت بهم..هؤلاء اقل اهمية من افرد لهم موضوعاً كاملاً ليصيروا فحواه..هم صنعوا من انفسهم اجزاءاً مرتفعه من الارض تمكننى من الارتقاء عن خطواتى السابقة خطوة اعلى..كانوا هم الحافز فى كل نجاح صغير او كبير حققته فى حياتى..ليس الامر كذلك..ليس الامر كذلك ابداً..الهدف ان اعلن انه لا يوجد مستحيل..ما دمنا لا نتحدث عن ثوابت فيزيائيه فالحقائق كلها مرنة و لا توجد مسلمات..نعم استطيع ان افعل اى شىء..كل من يخبرك انك ستفشل هو شخص فى قرارة ذاته يعرف عجزه عن تحقيق امر ما و يرغب لك فى المثل..يرغب فى ان تصير انساناً ميتا غير قادر على الحلم و الطموح..و فى النهاية نحن لا ننجح لنبرهن انفسنا امام شخوص معدومى القيمة بل لنكسب احترامنا امام ذواتنا فهى التى تستحق منا كل التقدير قبل كل شىء..

سأحقق اى شىء اريده فى حياتى بإذن الله..سأقلد (جون لوك) من مسلسل (لوست) و سأقول:  " لا تخبرنى بما لا استطيع فعله..."…

 

50291_125652280780642_533476_n
من انت كى تفعل مع كامل احترامى لك؟؟؟
سأصير يوما طبيباً عظيماً..فأن لم افعل فأعلم انى مت و انا احاول..سأظل اكتب و اكتب حتى تكل يدى حتى لو اعلن الجميع ان ما اكتبه شخبطه اطفال..سأتزوج امرأة جميلة الطباع مريحة الملامح و انجب منها فتاة اسميها كأمى عرفاناً منى بأنها كانت كل شىء جميل فى حياتى و انها ستظل حيه فى قلبى الا الابد..

كيف تخبرنى كيف اعيش حياتى؟؟ كيف نظرت الى وجهى و قست قدراتى و خمنت ما اقدر و ما لا اقدر عليه؟؟ كيف قدرت اننى "لا استطيع "..انا استطيع...انا اقدر..هل تعرف لماذا؟؟؟
لأنك حتى  لو قيدت جسدى بالف قيد و حلت بينى و بين مسعاى , فلدى حلم قادر على التحليق و الوصول الى آفاق ابعد من ان تراها انت...
[ الحلم..تلك الطاقة العاتية التى يغفلها الجميع ..يحيا فى كل الظروف و لا يموت الا برغبه صاحبه فقط و لا ينتهى حتى بنهايته هو..يكفى ان تتأمل المشهد الختامى للفيلم الرائع

(V For Vendetta )

لتعى ما اقول..

البطل المقنع يقف شامخاً فى وجه طلقات اعدائه لا تثنيه عن التقدم فى معركته حتى النفس الاخير..عدوه لا يصدق ما تراه عينه و هو يتأمل رجاله و هم يتساقطون كالذباب من حوله فيتمتم ذاهلا :" مستحيل.."..بينما البطل يرد فى بساطه و هو يحوط عنقه بيده:
" تحت هذا القناع يا سيد ( كريد)  شىء اكبر من انسان..تحت هذا القناع توجد فكرة..و الافكار مضادة للرصاص....".....

ياله من مشهد رائع يلخص كل ما اريد ان اقول... ]

 

سأفعل ما اريد فى حياتى مهما كان لا يتوافق مع رؤيتك و طموحك....لن اصير جراحا شهيرا مثل (المفتى) او (قطامش)....سأظل اغضب كلما شبه احدهم اسلوبى (باحمد خالد) و سأعدها سبه حتى اتحرر منه نهائياً...لن اصير( محفوظ) او (الغيطانى ) او (الاسوانى)..بل سأصير (بسّام أحمد)..نسخة اصلية حتى لو  تراكم عليها الغبار و لم يشترها احد...النسخ الاخرى لها ملكية مسبقة و هى ليست لى...

 

*************

لقد انتهيت من السرد..لكن الحكايات لا تنتهى..ان كانت حكايتى لم تقنعك فلدى المزيد..و كلها اكثر اصاله فى معناها و اكثر مشقه على اصحابها و اسمى فى اهدافها...

اعرف صديقاً لى مصاب بضعف سمعى مرضى منذ صغره اجبره على استخدام سماعات مساعده للانصات لكنها لم تحسن من حالته كثيراً..انه مثلى يدرس الطب..لكنى ابدا لن اعرف قدر المشاق اليومية التى يتعرض لها و يقابلها بصبر لا يفتل..هل تتخيل ان تعالج مريضاً تجد صعوبه فى سماع شكواه؟؟.ان تتلقى تعليمات من معلميك لا تقدر على سماعها و لا تجد الصبر الكافى لديهم حتى يتأكدوا من وصول المعلومة لك..كل تفصيله صغيرة نغفلها و نعتبرها روتين حياه كانت لصديقة عبارة عن جبل من التحديات الصغيرة...حياة صعبه جداً لكنها تقبلها بصبر و جلد دون شكوى..

هل تعرف؟؟ لقد رسب فى احدى سنواته و الدراسية..و السبب ليس  قطعاً ضعف استيعابه او تقاعسه و انما كون  احد استاذته  قد قام بطرده من لجنه الامتحان الشفوى عندما لم يستمع لسؤاله دون اى تقدير من جانبه لظروفه..هكذا بكل بساطة …و كأن الاستاذه تعامل سرباً من الذباب و ليس اطباء و زملاء مهنة مستقبليين..

طبعاً قام صديقى ساعتها بالامر المنطقى الوحيد فى ظرف عصيب كهذا و  رفع شكواه الى وكيل الكلية  ( و الذى صار عميدها بعدها )..

لكن هل تعلم ماذا كان رده عليه و الذى حرص ان يكون مسموعاً له و ان يصله كاملاً ؟؟؟ :

( لو انت شايف نفسك مش قادر على الكليات العملية شوفلك كليه نظريك ادرس فيها...النتيجة زى ما هى..راسب...مش مشكلتى انك ما بتسمعش ...)....

يالها من قسوة غير مبررة تصل الى حد الصفاقة..من انت حتى تعد نفسك واصياً على البشر و مقيماً لقدرتهم على الوصول الى مكان ما مهما علا شانك الدنويوى؟؟..حقاً...من ؟؟؟؟؟...بكل بساطة حجمت قدرات من امامك و حكمت عليه بالفشل مدى الحياة و انه فى موقع لا ينتمى له..هذا فى رأيى موقف قاسٍ ابشع من ان يتحمله انسان..

قدر ما لك ان تتخيل كيف كان وقع هذه الكلمات الثقال على نفس صديقى الا انه لم يجعلها تصل الى داخله او تؤثر عليه ابداً...بل على العكس لقد كانت حافزاً له كى يواصل بقوة اكبر حتى يثبت لهذا المتعجرف او سواه انه قادر على النجاح..ظل يذكر هذه العبارة كثيراً جداً...لم ينسها طيلة خمسة اعوام بذل فيها قصارى جهده حتى نجح و تخرج من الكليه و صار طبيباً رغماً عن انف الجميع متجاوزاً كل ما اعترض طريقه من الصعاب..

و هذا  فى العام ذاته الذى قامت فيه المظاهرات لعزل - من قال له انه لا يستطيع النجاح -  من منصبه كعميد للكلية...

و السبب؟؟؟ كونه اثبت عدم كفاءه عاليه فى موقعه رغم انه لا يعانى اى ضعف واضح فى سمعه او بصره..هل تلمح ما فى الموقف من سخرية ظاهرة؟؟؟ الامر لا يحتاج الى مزيد من الكلام....

و صديقى هذا واحد من اشد المقربين الىّ و لديه روح تتجاوز ضعف سمعه الظاهرى لتكون الاكثر انصاتاً من بين كل من عرفت فى حياتى..تستمع الى مشاكل الجميع فى هدوء و صبر و يحاول حلها قدر الامكان رغم مشاكله الجمه و مصاعب حياته التى لا تنتهى..تعلمت منه ان اتجاوز نظرتى السطحية الى دواخل الناس مباشرة حتى ارى ارواحهم..تعلمت ان المستحيل كلمة يضعها الجميع شماعه يعلقون عليها عجزهم عن التفكير او الحركة...اعتقد انى مدين له بالكثير....

249365_10150346677110977_650535976_9905530_8349029_n 

و من غيره؟؟ ماذا عن صديق آخر مصاب بعسر فى النطق تنبأ له الجميع بأنه سيصير طبيباً لا يجيد التعامل مع المرضى فصار الاوفر رزقاً بين اقرانه فى عيادة لا ينقطع المرضى عنها..
و ماذا عن قريبى الذى لا يرى ابعد من موطىء قدمه و لم يمنعه ذلك ان يصير محاسباً محترفاً...

و غيرها و غيرها من الحكايات التى لا تنتهى..كلها لأناس فى ظاهرها عادية مثلى و مثلك..لكن من قال انك انسان عادى؟؟ و كأن الانسان غير العادى يزداد قدماً او ذراعاً..كل واحد منّا هو على درجة عالية من الخصوصية و الفكر..يمتلك سمات لا يملكها سواه..يملك لحظات يكون فيها " غير عادى " على طريقته الخاصة...و هل (هيلين كيللير) الخطيبة المفوهة التى لا ترى و لا تسمع و لا تتكلم او الملياردير الصغير ( مارك زوكربيرج) او ( ستيفين جوبز) او سواهم ليسوا بشراً؟؟ ليسوا " عاديين " ؟؟؟

الاجابة ليست عندى..بل عندك وحدك…

**************

 و الآن يأتى دورك..تنسى دائما ان هذا مقال للتنمية البشرية اعد خصيصا لكى يشعرك انك افضل...

انتهى دورى فى السرد و بدأ دورك فى الفعل..ان كان هؤلاء استطاعوا..فـ" انت ايضا تستطيع.." لا تدع احدا يخبرك بالعكس.. الناجحين لم يأتو من المريخ..و انما هم بشر مثلى و مثلك..

فقط هم لم يفرطوا فى الانصات لكل حرف مثبط يلقى فى طريقهم..لم يسمعوا سوى اصوات تنعتهم بالجنون و بمغبة ما يفعلون..لكنهم تخيروا ان ينصتوا لصوت العقل وحده..العقل القادر على تحقيق اى شىء متى رغب فعلاً..هل كانت حياتهم نزهة ترفيهية دون عوائق؟؟ بالتأكيد لا..لكنهم جعلوا من كل صعاب يتعرضون لها فى طريقهم المضنى  طاقة ايجابيه تشكل لهم قوة دافعة تحركهم الى الامام..كل فعل..كل قول..كل ملاحظة بسيطة قد لا تشكل فارقاً...كل هذا مع كائن جبار آخر يدعى الحلم يشكل الوقود الذى اوصلهم الى تلك المكانه التى تطلع انت الآن اليها فى انبهار و تتسائل: كيف وصل هؤلاء؟؟

 

يمكن ان تنظر الى عمل ضخم مثل (سور الصين) فتعتقد انه عمل فوق قدرات البشر..و تنسى دائماً انه  لم يبن دفعه واحدة او لم يهبط من السماء..و انما اكتمل بوضع كل لبنة صغيرة جوار نظيرتها فى صبر و اناة..معظم الاشياء العظيمة تولد من افكار بسيطة و قدرة على الحلم و رغبه فى التنفيذ..فقط عليك ان تصدق فى ذاتك حتى تجبر العالم من حولك ان يصدقك..

اذا كان ما تريد لا يغضب الله و لا يؤذى احداً فأفعله ..بالله عليك افعله و لا تنصت الى الى مؤثرات خارجية ليس الهدف منها سوى اعاقتك..قد يكون هدفك اقرب اليك مما تتصور..او قد يكون بعيداً فتظل فى مسعى اليه طوال حياتك..ساعتها ستعرف كما فى قصة (الخيميائى) الرائعه ان الكنز الحقيقى ليس فى الوصول قدر ما هو فى الرحلة ذاتها..قد لا تكسب هدفك لكنك ستربح ذاتك..على الاقل لن تشعر بالندم..ستغمض عينيك راضياً بأنك حاولت قدر استطاعتك و لم تترك شيئاً للظروف..بينما ماذا فعل من سواك من المتقاعسين؟؟؟ لقد ظلوا كما هم يحومون حول نقطة البداية..يخشون المخاطرة..يخشون الحياة ذاتها..لا يفعلون شيئاً سوى التفكير و القلق..يلقون ثقلا لكل حرف يلقى فى طريقهم..هؤلاء هم المادة الخام لأزمات منتصف العمر و امراض الاكتئاب و الشيخوخة فيما بعد...حين يلتفت  الواحد منهم الى عمر مضى و يتسائل:ما الذى فعلته بحياتى؟؟ كيف لم احقق فيها شيئا ذا قيمة طيلة كل هذه المده؟؟؟

 


حقا الخيار عائد لك..كلنا نبدأ البداية ذاتها دون ارادة منا..لكنا وحدنا من نحدد مصائرنا و ما ستؤول اليه الحياة بنا..و بالارادة وحدها هذه المرة..الامر عائد اليك بالكامل...

و نصيحة نهائية قبل ان اتركك افادتنى كثيراً فى حياتى القصيرة و اجبرتنى على تعديل مسارى المغلوط أكثر من مرة:

عش حياتك..خطط لها جيداً..لكن لا تفرط فى القلق..احيا يومك و دع غدك لخالقك فأنت بين يدى اله رحيم قادر لا تضيع عنده الامانات..لا تضع رقابه على الاحلام..لا تصادر الامنيات..لا تتردد الا فى معصية الله..و لا تندم الا على ما يغضب الله..لا تعط شعورك الا لمن يستحقه و لا تفرط فى الحزن على من لا يريده..النجاح ليس حصرياً..ليس مملوكاً لأناس دون سواهم..قد تكون انت بالذات من اصحاب الاسهم العظمى فى تلك الشركة التى لا تخسر..من يدرى؟؟

..تنفس..احيا..حب..عش…فالحياة اقصر من اضاعتها على الاوهام…..


و الآن - و بعد كل ذلك- عندما يسخر منك احدهم..عندما يضع الوصايه على قدراتك..و يصادر حلمك و يخبرك انك لا تستطيع القيام بشىء ما..يخبرك انه صعب عليك..آلوف غيرك حاولوا و فشلوا..فلم ستنجح انت؟؟ ما المميز فيك؟؟؟؟

عندما يقول لك كل ذلك بحكمة و حنكة تجارب و سنين الحياة..ارجو ان تضع كلتا يديك على كتفيه فى ود و تنظر  فى عينه مباشرة لعده ثوان فى اهتمام شديد......

businessman_with_hand_on_shoulder_of_colleague_21349

 

ثم توصله هذه الرساله الشفهية نقلا عنى (و ارجو ان تعذر فرنسيتى)....
( بسّام )  بيقولك (.................) حضرتك !! "
و شكرا على حسن الاستماع...

109061-b-rocky-balboa

It Aint Over Till It's Over

(Rocky Tagline )