الخميس، 1 مارس 2012

ان تهب قطعه من روحك لغريب !

 

little girl kissing daddy

سطور فى حب فتاة لم تولد بعد و لا اعرف عنها غير اسمها...
الاغنية هى : " فتاتى الصغيرة " لـ (تيم ماكجرو )…

****************

 

نسير معاً على الممشى الطويل و سمت القاعه الاظلام..وجوه كثيرة متطلعه فضولية ترمقنا فى الظلام...

فرحة..حزينة..حاقدة..مغتبطة..لا مبالاية..من يهتم ؟؟

خفيفة هى الارض من تحتنا  كأنها قطع من سحاب..نسير..نتهادى... او مسربلين بأثواب طويلة تمس الارض عنا..لا يهم..الكينونة غير معروفة..لكننا نتقدم فى الخطا و نتقهقر فى الزمان...

هل اموت الآن ؟؟ الحديث الدائب عن شريط العمر الذى يمر صوب عينى المحتضرين , يحضرنى الآن و بشده..فهل هذه لحظاتى الاخيرة ؟؟

يالله اطل من عمرى لحظات فأتم الامانة و انقلها الى غيرى فتنتهى رسالتى فى الحياة و انام الى الابد قرير العين مرتاح البال..

لكن ما حيلتى و انا اراكِ صغيرة..

متضائلة الصغر...و بحاجة الىَّ على الدوام...

اسنان امامية ناقصة و ضفائر قصيرة و صوت رفيع (مسرسع ) هو الاعذب و اقدام تقرب القامة الى الارض و تتظاهر بالاستطالة لتدنى حاملها من عالم الكبار..

صغيرة جداً...ماذا لوحدث لى شىء ؟؟ هل ستكفين عن الوجود ؟؟

كائن يُلف فى ملائة و تسرقه الساعات امام التلفاز المضاء فأخشى ايقاظه و احمله بهدوء محاذرا التعثر فلا يصحو و تنتابه كوابيس اليقظة..يد صغيرة تحتضن كفى و تخشى مفارقته..تتشبث به فى اولى ايام المدرسة..تبكى و تعض و تخمش و تتوسل و انا مثلها و العن..اكره ان افارقها..لكنى افتعل القسوة و العن كل شىء فى سرى...الجامعه ؟؟ الجامعه ما هى الا سنة زائدة فى المدرسة..انت لازلت صغيرة..صغيرة الى الابد..و الزينة و الهيئة و الحياء..كل هذا محاولاتك العجماء لتقليد امك التى سحرت قلبى منذ اللحظة الاولى...

**************
اتذكر كيف كنت تبدين كملاك صغير..
ملفوف باللون الوردى..ناعم..دافىء..
لقد ملكتينى من يوم ولادتك...

****************

لماذا انتِ راحلة ؟؟ هل اغضبتك فى شىء ؟؟ هل كنت فظاً ؟؟ اعترف انى قد اكون خشناً فى لحظات كثيرة..لكن ليس معك..انا احبك بقدر حبى للحياة..فأنت الحياة..
ذات يوم عنفتك دون ارادة فلم استطع النوم..الا تعلمين انى ما فعلت هذا الا وقلبى يتمزق الى قطع صغيرة ؟؟ الا تعلمين انى لم اكن اوبخك بل كنت اقتل ذاتى ؟؟ الا تعلمين ان النوم لم يداعب جفونى الا بعد ان احتضنتك فى نومتك و مسحت دموعك الجافة و استسمحتك فى السر و العلن حتى صفيتى و عدنا الى ما كنا عليه..

حبيب و محبوبة..و عشق ابدى خالد ما دام العمر القصير..

فهل لازلت غاضبة..؟؟ انا آسف على كل شىء..انا بشر و شيم اهل الارض الخطأ المتداوم..فاغفرى لى زلاتى..

*************
احياناً تكونين نائمة..فأهمس لضوء القمر المظلل لعتبتك.." احبك.."..
و مع ابتعادى اسمع صوتك و هو يرد " بابا ..احبك اكثر.."

****************

ما اصعب الحقيقة و ما اسهل الانكار..
احقاً لن تكونى فى المنزل حين اعود؟؟ لن تجيبى حين انادى ؟؟ لن تكونى فى فراشك الدافىء حين اطمأن عليكى ؟؟ لن تتعلقى بعنقى و تقبلينى كلما عدت الى المنزل..؟؟

احقاً....لن تقرأى الجريدة من فوق كتفى ؟؟ ستكفين عن بث شكواكى الىّ ؟؟

احقاً لن اصير فتى احلامك الوحيد من الآن؟؟

احقاً شاركنى فى قلبك انسان؟؟..

احقاً صرت عروساً جميلا كتلك التى اعتدتِ اللهو بها؟؟..

احقاً كبرت انا بهذه السرعه ؟؟

****************
و الآن انظرى اليكى...ابعدت ناظرى عنك للحظات..و عدت لأجدك قد كبرتى...
لكن اعرفى..انك ستكونين دائماً فتاتى الصغيرة..
***************

و انظر الى الغريب القابع فى الظل..

كم انت قاس يا هذا..لدى الكثير لأعطيه لك..لدى اشياء كثيرة يظنها الناس هامة و انا قادر بسماحة نفس ان اهبها لك دون مقابل..لدى عين..كلية..كبد..طحال..قلب نابض بحب امرأتين..خذ ما بدا لك..لكن لماذا انت من الظلم ان تأخذ الشىء الوحيد الذى لا اقدر ان  احيا بدونه ؟؟ لماذا تصر على سرقة النور الذى يمنحنى الوجود كله ؟؟

انا اليوم الصغير يا صغيرتى..انا من يشعر بالوحدة و الوحشة كأنه طفل على اعتاب المدرسة و انت امه..الادوار تتناقل فى حرية بين الاجيال فعى هذه الحقيقة..انت الآن امى..و الآن امى تتركنى للمرة الثانية..فكم قاسية هذه الحياة..

يدى تتجمد عليك برغمى..سامحينى هذا ليس عنف..و ما كنت بمستطيعه  لو حاولت..انها محاولة يائسة أخيرة لسرقة لحظات مجيدة تضاف الى سجلى معك..

****************
كان على ان اتشبث بك قليلاً و انا اتركك تذهبين..
كان على ان اخبرك كم احبك..
لكنى اعرف انك بالفعل تعرفين..

*****************

اقسمت ان احميك من يوم ولدت من كل سوء..دعوت الله ان لا يلمح جمالك مخلوق و يظل اسيرا لعيونى..رغبت لو حبستك فى بارادتك فى قوقعه من البلور فلا يثنى على نورك انسى..ان تكونين لى وحدى الى الابد..لكنها سنة الحياة.. و كذلك الموت..لكن التسليم بموت الانفاس صعب..و انتِ ؟؟..انتِ كل شىء...و انا ؟؟ انا الآن اموت يا صغيرة..اموت حتى لو كنت من امام الناس عنوانى الابتسام..

من صغير ؟؟ من كبير ؟؟ قلنا ان الزمان نسبى و شريط العمر يمر..و اللحظات تنهش فى لحمى بفظاعه و هى تمر بقسوة السهام و الخطوات تتآكل..

صغيرة انت الآن..تبكين على مائده الطعام قسوة احد صديقاتك..انت حساسة جداً..كأوراق نبات الياسمين..لو كنتِ ذكراً لعنفتك و رجوتك التصالب فى وجه مشاق الحياة..لكن ما نفع ذلك و انا هنا لاحميك من كل سوء ؟؟ فلتكونين رقيقة او صلبة..فقشرتك الاساسية لن تلقى الاذى..انا هنا عوضاً عنك اواجه العالم و احترق بويلاته...

****************
عندما تكونين فى مشكلة..هذه الابتسامة الحزينة تذيب قلبى و لو كان مصنوعاً من الاحجار..
*****************

صغيرة انتِ مرة اخرى على مقعد كبير فى عالم السينما الواسع..عيون بريئة تتفتح على الدنيا لأول مرة من خلالى انا..لا تعرف عن دنياها الا ما اقول..و ما اشرح و ما افسر و ما احلم و ما اتمنى..ظلام الرحم و التعارف الاولى مع الفن السابع .. ووحشة الدنيا بالخارج لا تختلف..و القفزات المتوالية الفزعه من كل غريب..

و انا هنا و هناك يا صغيرة.. فى الماضى و الحاضر..الى جواركِ دائماً...فلم و انا بحاجة اليك للمرة الاولى فى حياتى تتركينى بهذه القسوة ؟؟ لم ازرع فيك هذا ابداً و ما كنت اظنك عليه قادرة , فماذا جد  ؟؟؟

جد الحب..حب جديد ينافس آخر قديم..و قد خسرت..خسرت , و رغم ذلك حزنى يخالطه الفرح الجليل...

و كبيرة انتِ الآن من جديد..تثبين الى النور..تخطفين القلوب و الابصار..عروس من نور و حورية من ملائكة الجنة..و الله , لم يُخلق  فى هذه اللحظات من هى اجمل منك و لا اروع...الضوء ينعكس على الفستان المحتشم كالف شمس صغيرة..تتلألأ لتظهر للعالم قسوة الجمال و سلطانه على القلوب , و لتعيدنى بقسوة الى دنياك التى لم اعد فيها..

عروس جميلة..كبرت فجأة فى اللحظات القصيرة التى غلفنا فيها الظلام فى الممشى..برزخ طويل يفصل عالمين..حياة اولى و حياة اخيرة..على الاقل لى..انا انتهى  لتولدى انتِ و تمنحين الحياة ..و انى على تضحية قصيرة مثل هذه قادر..انت تستحقين..

*************
انت طفل جميل من الداخل و الخارج..
اتبعى احلامك الى آخر الدنيا...لكن  اعرفى دائماً طريق العودة الى المنزل مرة اخرى..
اذهبى..اقتحمى العالم..
لكن اعرفى..انك ستكونين دائماً فتاتى الصغيرة..

************

و لماذا هذه الافكار المجنونة الآن ؟؟ لماذا الآن بالذات ؟؟
 

لنفر يا صغيرة من هنا..لنترك هذا السمج..و المدعوين..و الحضور..
لنفر الى بعيد بعيد...الى مكان لا يعرفه احد سوانا..سننسى مكانه و نرمى مفاتيحه الى العدم , و نظل هناك سجناء الى ان تقوم الساعه...

و ما حاجتنا الى العالم و انا اقرأ ما تريدين فى عينك ؟؟ و البى رغباتك و هى محض احلام حديثة الولادة ؟؟ ما احتياجنا لهم و ما حاجتهم لنا ؟؟ انا و انتِ ضد العالم كله , الا ترين كم هذا ساحر جميل..مثلك..الآن..و البارحة و كل يوم...

و تباً للافكار الجنونية..

****************
لكن اعرفى..انك ستكونين دائماً فتاتى الصغيرة..
************
 

لقد اقتربنا جداً جداً..من بؤرة ضياء مؤذية تغشى الابصار....
هو يبتسم..و انت تطربين..و انا احلامى المجنونة توئد..و الكل يراقب...فلتتوارى الدموع و الامانى فى مكان قصى عن العيون..

يمد يده نحوك..يطلب ما ليس له ممن هو غير قادر على الاستغناء..هاقد انتهت مهمتك ايها العجوز..انتهت..

*************
يوماً ما..سيأتى رجل و يسألنى يدك..
************

يزداد تشبثى بيدك كأنه الجنون..تلحظين انتِ  فتنظرين نحوى باشفاق و تطبعين على جبينى قبله ..قبله حياة و نفس اخير من عالم الجنة..الانفاس تعود بعد ان اوشك اللون الازرق على الظهور..

لم انخفض او انحنى , و طُلتِ قامتى العالية..هذه قاعه سحر و لا شك..الن تتعلقى بعنق اباكى للمرة الاخيرة كما اعتدت ان تفعلين فى الزمن القريب/السحيق ؟؟

آه انها لحظة الاختيار..الضوء على وجهى مسلط و ثلاثتنا - انتِ و انا و هو -  ننتظر ماذا شخصى فاعل..

دائرة الحياة تدور و يجب ان افارق موقعى..لابد..يده لن تظل معلقة فى الهواء الى الابد..لابد من كل شىء ليسير وفقا لما هو متبع..

افلت قبضتى على يدكِ الضئيل شيئاً يسيراً..فيفر الطائر الحبيس الى الابد...قليل من التمنع..قليل من المقاومة..لحظات اخرى..لحظات قليلة اخرى..لكن الممتحن صارم لا يعرف الاعذار..

اليد التى ظلت حبيسة اسرى تحط فى عش آخر..وجهان مبتسمان متقابلان و حضور يصفق و نسوة يزغردن و ضحكات و دموع تنطلق فى الظلام ,  و عذول وحيد يقف ليقطع سيال الحب و يخلق سهماً يخترق القلب و هذا هو انا دون تفاخر..

و مع ذلك انا لست حزين..انا سعيد..انا اولد من جديد..انا اسعد الموجودين هنا..فى قلبى غبطه و حزن و قهر و لوعه..حجراته تشعبت بالاحاسيس و كأنما يسكنه شعراء مجانين.. لا علم لى بما اشعر و لا دراية لمن حولى..لكنى سعيد..يشهد الله انى سعيد..

*************
انت طفل جميل من الداخل و الخارج..
اتبعى احلامك الى آخر الدنيا...لكن  اعرفى دائماً طريق العودة الى المنزل مرة اخرى..
اذهبى..اقتحمى العالم..
لكن اعرفى..انك ستكونين دائماً فتاتى الصغيرة..
*************

اتقهقر خطوات للوراء..دع الحفل لأصحابه و دع للقدامى الصمت و النسيان..الابتعاد عن دائرة النور..لكن دون نأى حتى يظل فى القلب نبضات تسعفه الى آخر السهرة...

هذا الكف يجد طريقه الىَّ بين الزحام.. الى كفى الذى بدأت البرودة تلتهمه و الوحدة تقتله باعثاً فيه دفء مشاركة الوجدان..اعرف الاحساس و الثنايا و خطوط العمر المشترك..اعرف الرائحة و الملمس و الكيان..

من يكون غيرك ؟؟ و من لى غيرك ؟؟ و ما انا بدونك ؟؟ و من يشعر بى خيراً منك ؟؟ اصبحتى كما كنتى..كل شىء فى حياتى يا زوجتى العزيزة..

انتِ وحدك تعلمين..انت وحدك تشعرين..انتِ وحدك مثلى..فى اللحظة الواحدة يقتلك الحزن و يحييك البشر بالمستقبل القريب..

تشدين على يدى..انتَ لست وحدك..انا معك الى آخر العمر..اعرف جنونك المستتر خلف هدوئك..انا وحدى هنا من يعرفه..لا تترك لجنونك المجال..لست وحيداً فلا تبتئس..اتركها تسعد و تحيا و لا تكن انانيا يبغى الاستئثار بالشمس ليضيىء بها حياته فقط..

انتِ..ماذا كنت لأفعل بدونك ؟؟..سامحينى ما بيدى حيلة..انت مثلى و اكثر لكنك تتصنعين العقل شفقة بى..ابنتنا الصغيرة صارت عروس جميلة اتصدقين ؟؟ هى هناك بين صديقاتها و بين رفيقها و بين النور..اترينها و تصدقين ؟؟ تتزوج و تنجب ؟؟ طفلة تلد طفلة و الاصل صلب لطفل كبير هو انا , و مازلت تصدقين ؟؟
كلا انت مثلى و اكثر و تغالطين..

هل تعلمين ؟؟

انتِ كل شىء..
ان كانت امى ماضىَّ..و ابنتى كانت مستقبلى قبل ان تخلق حاضراً لآخر..

فأنتِ المستقبل و الماضى و الحاضر..انت كل شىء..

انتِ اعطيتنى اجمل شىء رأيته فى حياتى , فكيف لا احمل لك هذا الجميل الى يوم ان اموت ؟؟

انتِ اعطيتنى الجوهرة التى جعلت لوجودى غاية , فكيف لهذا ان يضيع اسر النسيان ؟؟ هل لو كانت ابنة لغيرك فهل كنت سأحبها بنفس المقدار...؟؟ لا اظن و لا اريد ان اتخيل...

الا ترين كم جميلة انتِ ؟؟ انتما اختان و انا ابوكما الوحيد..لو اضطررت الى اعطاء واحدة فالثانية لى الى ابد الآبدين..هذا هو العدل و لا اعرف غيره..

عدينى يا عزيزتى ان لا تتركينى ابداً..عدينى ان تظلى فى حياتى لا تفارقيها.. عدينى الا اكون وحيداً مرة أخرى...عدينى من فضلك...

موسيقى هادئة..و ترانيم جميلة..و انشاد شجى..هل نرقص ؟؟ هل ظل فى هذا المكان متسع لعجوزين ؟؟ ام نفسح الطريق كما افسحنا من قبل و لا نقف فى وجه الحياة..

ها هى تعود..ها هو البدر يزين السماوات بعد طول اظلام..انها تتذكرنى انا..اميرتى الجميلة تترك عرشها و تعود لى انا..انا بالذات..تريدين الرقص معى يا صغيرة ؟؟ انا شيخ طاعن فى السن , ماذا سيقولون ؟؟ عن الكهل الذى خطفت قلبه واحدة فى عمر بناته..اوليست هذه هى الحقيقة ؟؟ لقد وقع اسير الجمال للابد....

***************

اتبعى احلامك الى آخر الدنيا...لكن  اعرفى دائماً طريق العودة الى المنزل مرة اخرى..

**************

تعودين من اجلى انا و تتخلين عن الضوء و الشباب و عن كل شىء..رقصة اخيرة..وداع اخير..ضمة اخيرة..قبل الفراق المحتوم..من منا يقود ؟؟ فليكن انتِ , فلم تعد بى اراده...فليكن انا كما تقتضى الاعراف..هذا آخر شىء سأوجهك فيه فى حياتى..انت حرة يا جميلة..حرة...حرة..حرة..

*************
اذهبى..اقتحمى العالم..
لكن اعرفى..انك ستكونين دائماً فتاتى الصغيرة..

************

امك فى الخلفية تصفق..الن تكف عن الشعور بى تلك المرأة..؟؟ تتابع دقات قلبى بأصرار...انتِ كنت دائماً الحب الثانى..ربما غارت منك فى يوم..لكن ما حيلتى..و حبك و حبها كائن فى قلبى بذات المقدار..

ربما فى حالتها بذلت بعض الجهد حتى يتحول القبول الى اعجاب و الاعجاب الى مودة و المودة الى حب..لكن معك الامر يختلف.... انتِ كنتِ فى قلبى فطرة دون حيلة..انتِ.. كم  كنت سهلة يا عزيزتى ؟؟  كما تنصاعين لى فى هذه الرقصة الختامية لأحداث حياتى..لم تذيقينى العذاب و اللوعه...بل احببتينى دون قيد او شرط..تسليم سريع جداً لم اخذله ابداً..كنت بطلك و محبوبك الاول و كل جميل لك فى الدنيا حتى اخترت شبيها يصغرنى..

اشعر بك الآن انك قد كبرتى بين ذراعى...الآن فقط...يالله ما اروع هذه البسمة التى تنير القلوب...

*************
و الآن انظرى اليكى...ابعدت ناظرى عنك للحظات..و عدت لأجدك قد كبرتى...
***********

الرقصة الجميلة تنتهى..نعم اعرف..لكنى لست نادماً على شىء..تلك حياتك يا صغيرة..حياتك..و ما اسعدنى حين اراكى تبدئيها..لا تأبهى لأنات العجوز المحتضر..انتِ حياتى و ها انتِ ذا تستردين امانتك..اذهبى و اسعدى آخر و اقتلينى..اسمعى ما اقول..

و انت..انت يا من تبتسم هناك فى الحلة السوداء..الويل لك..الف ويل..لو اذيت صغيرتى بكلمة او عبوس فى غير محله..القتل سيتحول الى اشتهاء , فلا تجرب غضبتى العاتية حين يُمس من احب..

ظننتك لن تأتى ابداً..و حمدت الله فى سرى على ذلك..وضعت امامك العراقيل و اصطنعت فى وجهك السماجة كما فعلت مع كل من قبلك....لكنك يوماً ما ستصير اباً و ستعرف..ان انت اعطيت لصديقك سيارتك الفارهة افلا تتأكد انه  للقيادة جدير ؟؟ هذه سيارة من جماد و اسلاك و دوائر ..فماذا عن النور الذى يمنح الوجود ؟؟ ستفهمنى يوماً ما..او سأفهمك انا بطريقتى ان لزم الامر و لم تكن عند حسن ظنى بك..

هى تحبك و هذا يكفينى..اثق برجاحة عقلها فأنا صقلته..قرأت هذا فى عينيها و انا اسألها عنك..و اضع وجهها الجميل بين كفى رافعاً ناظريها الخجولين نحوى..

متأكده يا صغيرة ؟؟
نعم..نعم..نعم..
اذاً فلتكن مشيئة الله..

************
يوماً ما..سيأتى رجل  و يسألنى يدك..
لكنى لن اقول نعم..حتى اطمأن انه النصف الذى يكملك..
ان لديه روح شاعر و قلب رجل حقيقى..
اعرف انك ستقولين انه يحبك..
لكن بينى و بينك..
لن يكون جيداً كفاية..

***************

خذها هذه المرة طواعية فقد وعيت درسى و تكيفت مع واقعى..خذ المستقبل و دع لى الماضى و الاشواق..

ها هى زوجتى تصطحبنى الى مقعد قصى بعيد..لنراقب كل شىء فلا تفوتنا شارده..الحفل يقترب من النهاية او البداية لم اعد اعرف , و لم اعد انظر فالقلب يرى و يسمع كل شىء..

نظرت الى زوجتى...انتِ هنا ؟؟
  اذاً لا شىء يهم..لا شىء...

الظلام جميل..يدارى العيون و الوجوه..لن يعرف احد انى ابكى الآن للمرة الاولى فى حياتى...

وداعاً يا صغيرة..وداعاً...

*************
لكن اعرفى..انك ستكونين دائماً فتاتى الصغيرة..
*************

(تمت)